من علامات حسن او سوء الخاتمه
من علامات حسن او سوء الخاتمه
محمود سعيد برغش
رايت وسمعت بعض الناس من شده حبهم الى عملهم سواء اصحاب الشركات او اصحاب المتاجر او قيادي في المكان ما فيكون احبه وانتماؤه وولائه الى عمله الذي يشعره بالثقه والذات والطمانينه واذا جاءه السكرات للموت كانت كلماته الاخيره عن اعمالهم ويوصي الناس على العمل وهنا يعتقد الناس انه رجل افنى عمره في العمل حتى في موته يوسى في العمل وبفضل الناس من ان الممثلين موسى بخوجه من مسرح كذا لينهي امره في هذا المسرح او الكيان الذي يعتقد انه كيان عظيم ينهي حياته فيه . وايضا رجل من شده حبه اولاده في سكرات الموت يتحدث عن اولاده وعن عظمتهم وان كانهم وكذا وكذا وكذا
حتى يشعر من حوله فانه رجل عظيم يحب اولاده حبا جما حتى في سكرات الموت يذكرهم ولا ينساهم
لكن للاسف هنا خطا كبير خطا عظيم فهذا لا يدل عن حبه لاولاده وحبه لماله او حبه لعمله او منصبه بل يدل على حبه للدنيا والتمسح بها وانه يفكر فيها اكثر من اخره تعال معي لكي يضرب مثلا صغيرا وهو الطالب عندما يدرس في مدرسته يجتهد ويذاكر ويجتهد ويذاكر حتى ياتي يوم الامتحان فاذا اجتهد في مذاكرته اصبح الامر يسرا وفي امتحانه يسرا يجاوب بكل سهوله ويسر
اما اذا كان لا يذاكر ولا يجتهد ويفكر في اشياء اخرى غير دراسته فيكون امتحانه عصرا
هكذا المرء عندما ياتي اجلهم فاذا اجتهد للاخره ربح بالاخره والدنيا وفي سكراته تتقى الشهاده بشكل يوصل وفي سؤال ملكين جاوب بشكل ميسر لانه فعل ذلك اليوم لهذه الساعه فعل لها نسيا ابناء او اعماله وممتلكاته وتذكر لسانه بذكر الله الشهاده وعند دفنه يجاوب على الاسئله بكل يسر كل طيبه كل سهوله
في الحديث الشريف يقول الرسول صلى الله عليه وسلم “فوالله الذي لا إله غيره إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب…الخ )يلتبس علينا المعنى المقصود من هذا الحديث وهل الإنسان اذا أحسن العمل طوال حياته ثم أساء في آخر حياته لم يشفع له عمله الصالح….نرجوا منكم التوضيح والبيان في شرح المقصود من الحديث ؟؟
فقد نص أهل العلم على أن هذا الحديث مسوق لبيان أن العبرة بالخاتمة التي يختم بها العمر ، فمن كانت خاتمته خيراً فهو من أهل الجنة ، ومن كانت خاتمته شراً، فهو من أهل النار ، ثم إن كانت تلك الخاتمة مكفرة خلّد في النار ، وإن كانت معصية فقط ولم يتب منها ، فهو تحت المشيئة ، إن شاء الله عذبه وإن شاء عفا عنه .
لهذا كان صالحو هذه الأمة يخافون خوفاً شديداً من سوء الخاتمة ، ويسألون الله تعالى التثبيت عند الموت ، ويقولون : إن من أمن الخواتيم هلك ، ثم إن هذه الخواتيم ميراث السوابق ، فكم من عامل يعمل في ظاهره بما يتناقض مع ما في باطنه ، وكم من عامل يعمل عمل الخير في الظاهر ومن وراء ذلك دسيسة سوء تكون سبباً لسوء خاتمته والعياذ بالله تعالى ، وكم من عامل يعمل عمل الشر في الظاهر ، وفيه خصلة خفية حميدة يتداركه الله بسببها برحمة منه وفضل – فيختم له بخير .
وبالجملة ، فإن الانقلاب من الشر إلى الخير كثير ولله الحمد ، وأما الانقلاب من الخير إلى الشر فقليل .
والله أعلم .