المقالات

الحرية المطلقة دون قيود

جريدة موطني

الحرية المطلقة دون قيود

الحرية المطلقة دون قيود

بقلم / محمـــد الدكـــرور

اليوم : الاثنين الموافق 16 سبتمبر 2023
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أما بعد فإن أصدق الحديث كلام الله، وخير الهدي هدي محمدٍ صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار ثم أما بعد إن من أسباب إنحراف الشباب اليوم هو الحرية المطلقة دون قيد، وظن الشباب أن الحرية أن تقول وتفعل ما تشاء، ثم تخرج من البيت متى تشاء، وتلبس من اللباس ما تشاء وإنما الحرية الوقوف عند حدود الله، وكما أن من أسباب إنحراف الشباب هو الرعاة، وهنا يأتي دور الأولياء كالآباء، والحكومة، والمعلمين، فيجب مراقبة الشباب قبل أن تزل أقدامهم بعد ثبوتها.

لأنهم اهتموا بتربية العقول بالعلوم، والأجسام بالطعام والملابس، ونسوا الأخلاق، بينما قال الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح “إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق” وكما أن من أسباب إنحراف الشباب هو خطورة انحراف الشباب، حيث أنه متى فسد هؤلاء الشباب لا قدر الله فهل يرجى مستقبل منير للمجتمع أو الأمة أو الأحفاد؟ فالجواب لا، وألف لا، فينبغي تعليم الشباب الكتاب والسنّة النبوية وتوعيتهم وذلك عن طريق الدورات العلمية، لسدّ جميع أسباب طرق الفساد، وتذكيرهم بشباب وشابات ما زال التاريخ يذكرهم ويذكّرنا بهم وهم شباب وشابات وضعوا بصماتهم في الحياة، وما زال التاريخ يذكرهم ويذكرنا بهم، ويثني عليهم لأن تلك المرحلة من أشد المراحل فالشيطان يستفزهم ويستحوذ عليهم.

فمن زحزح عن كيده ومكره، فيرجى له حسن الخاتمة، وهذه شابة نشأت في عبادة الله تعالي وهي السيدة مريم بنت عمران القانتة المصدّقة بكلمات ربها، التي حازت الشرف بعد أن وُهبت لله، فنشأت في بيوت الله بين الركوع والسجود، خادمة المساجد وحارسة لها، وستكون من السبعة الذين يظلهم الله يوم لا ظل إلا ظله كما جاء في الحديث، عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم ” سبعة يظلهم الله في ظله، يوم لا ظل إلا ظله، الإمام العادل، وشاب نشأ في عبادة ربه، ورجل قلبه معلق في المساجد، ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه، ورجل طلبته امرأة ذات منصب وجمال، فقال إني أخاف الله، ورجل تصدق أخفى حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه، ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه” متفق عليه.

وهذه شابة وهبت روحها لله تعالي وهي السيدة أسماء بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما، التي لعبت دورا في هجرة الرسول صلوات الله عليه وسلامه، من مكة إلى المدينة، حتى سُمّبت ذات النطاقين حيث إنها كانت تحمل الطعام إلى غار ثور، والشمس في حرها، والطريق وشدته، والأعداء وغلظتهم، فلم تأخذها في الله لومة لائم، فاشترت نفسَها ابتغاء مرضاة الله، ودفاعا عن الإسلام، عند هجرة والدها مع خير الخلق رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكما أن هناك شباب هاجروا بإيمانهم، حيث أن أصحاب الكهف هم شباب كانوا يعيشون مع ملك طاغية، فشرح الله صدورهم للإسلام فآمنوا بالله، وأراد الملك أن يفتنهم بعد الإيمان، أو يقتلهم أو يعذبهم عذابا شديدا.

فهاجروا بإيمانهم إلى الكهف، تاركين أهليهم وديارهم لله سبحانه وتعالى، والدنيا وملذاتها الفانية للملك الطاغية، فقد أثنى الله عليهم في كتابه العزيز حيث قال ” إنهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدي”.

الحرية المطلقة دون قيود

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار