الإنحراف في حياة هذه الأمة
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الجمعة الموافق 20 سبتمبر 2024
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، أما بعد فإن أصدق الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار ثم أما بعد إن الناظر في أحوال هذه الأمة اليوم يجد أمورا عجيبة منكرة، ذلك أن الإنحراف في حياة هذه الأمة متذبذب بين الإرتفاع والإنخفاض، بحسب بعدها أو قربها من الإلتزام الجاد بهذا الدين العظيم، وأمراض هذه الأمة كثيرة موجعة، وما لم يشخص المرض فلن ينجح الطبيب في وصف العلاج الناجع ومن ثم تتفاقم الأمور حتى تصل إلى نتائج لا تحمد عقباها.
ومن الأمراض الخطيرة في حياة الأمة هو مرض الإستهزاء بالدين وأهله، سواء جاءت جرثومة هذا المرض من خارج هذه الأمة أو من داخلها وكلا الأمرين واقع، فالنتيجة واحدة في خطورته إذ يكفي فيه أنه مخرج من الملة بالكلية، وإنه ينبغي على الأفراد عند مشاهدة مواقف يسودها التنمر تجنب الضحك لأن ذلك سيجعل المتنمر يشعر بقوة أكبر ليستمر بما بدأ به، حيث إن الشخص الذي يدعم المتنمر يعطيه فرصة ليزعج الناس أكثر، ويجب على الشخص الذي شهد التنمر الابتعاد عن الموقف وطلب المساعدة في الحال، وكما أن هناك فرق بين الأفعال العدوانية والتنمر حيث يخطئ البعض في وصف بعض الأفعال العدوانية بأنها من أشكال التنمر، حيث لا يمكن وصف الإعتداء بأنه تنمر في حالات السرقة.
أو إستخدام الكلمات البذيئة بشكل عام وليس ضد شخص معين بإستمرار، والإعتداء بشكل متفرق وغير متكرر، أو حدوث الصراع مرة واحدة فقط، وكذلك إبداء الإنزعاج من شخص ما لقيامه بفعل إجتماعي معين، وإظهار الحقد اتجاه شخص معين بسبب عدم الإعجاب به، وإن من أسباب التنمر في علم النفس التنمر هو أي نوع من الإساءة الجسدية أو اللفظية المقصودة والمتكررة التي تطبق على الآخرين، وتعد مشكلة التنمر مشكلة مجتمعية خطيرة يمكن أن يكون لها آثار خطيرة وطويلة الأمد على كل من والمتنمر والمتنمر عليه، ووفقا لعلم النفس، يوجد مجموعة من الأسباب والعوامل التي يمكن أن تساهم في حدوث التنمر، من ضمنها هو الرغبة في السلطة، حيث يرغب البعض في أن يكونوا على قدر كاف من القوة ليسيطروا على الأشخاص المحيطين بهم.
وقد يسيء بعض الأفراد فهم الطرق التي يكتسبون بها هذه القوة، ويعتقدون بأن ضرب وإيذاء الآخرين هو أفضل طريقة لبناء أنفسهم وقوتهم، مما يدفعهم لممارسة التنمر، كما يرغب المتنمر في بعض الأحيان ببث الخوف في نفوس الآخرين كوسيلة لإكتساب السلطة والهيمنة، وكذلك الرغبة بالتعبير عن الغضب أو الإحباط، وقد يلجأ الفرد لممارسة التنمر على الآخرين للتعبير عن مشاعره السلبية التي نشأت داخله بسبب الظروف التي يمر بها، أو المشاكل التي يعاني منها، مثل المشاكل في المنزل، أو في المدرسة، أو العمل، وكما يمكن أن يكون كرد فعل على عدم الحصول على رعاية وإهتمام كافيين في المنزل أو في أي مكان آخر، وكذلك سوء التربية.
الإنحراف في حياة هذه الأمة