العبد المؤمن لا يليق به أن يسخر من إخوانه
العبد المؤمن لا يليق به أن يسخر من إخوانه
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الأحد الموافق 6 أكتوبر 2024
الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيى ويميت، وهو على كل شيء قدير، القائل في كتابه العزيز ” يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب علي الذين من قبلكم لعلكم تتقون” وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله، وصفيه من خلقه وخليله، اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه أجمعين حق قدره ومقداره العظيم، أما بعد إن العبد المؤمن لا يليق به أن يسخر من إخوانه، ولا أن يحتقرهم ويعظم نفسه، بل يتواضع لهم، ويحبهم ويعينهم على الخير، ورحم الله بكر بن عبد الله حين قال “إذا رأيت من هو أكبر مني سنا قلت سبقني بالإسلام والعمل الصالح فهو أفضل مني وإذا رأيت من هو أصغر مني سنا قلت سبقته بالذنوب وإرتكاب المعاصي.
فهو أفضل مني وإذا رأيت إخواني يكرمونني قلت نعمة تفضلوا بها عليّ وإذا رأيتهم يقصّرون في حقي قلت من ذنب أصبته” فما بالكم إذا كان الإستهزاء من رسول الله صلي الله عليه وسلم، وإن من صور الإستهزاء لرسول الله صلى الله عليه وسلم هو ما حدث في الطريق إلى تبوك حيث ضلت ناقة الرسول صلى الله عليه وسلم فقال زيد بن اللصيت وكان منافقا أليس يزعم أنه نبي، ويخبركم عن خبر السماء وهو لا يدري أين ناقته ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن رجلا يقول وذكر مقالته وإني والله لا أعلم إلا ماعلمني الله وقد دلني الله عليها، هي في الوادي في شعب كذا وكذا، وقد حبستها شجرة بزمامها فانطلقوا حتى تأتوني بها فذهبوا فأتوه بها، ولقد تبجح المستهزءون برسول الله صلى الله عليه وسلم في عصرنا الحاضر بألفاظ كفرية ملحدة.
تقشعر منها الأبدان ومن ذلك شعراء الحداثة إن كان يصح تسميتهم بشعراء فقد وقعوا فريسة للأفكار الإباحية الكفرية التي إستوردت من مذاهب أدبية غربية وشرقية كافرة، فإنهم من بني جلدتنا ويتسمون بأسمائنا وهم أخطر على ديننا من أعدائه الأصليين فهذا شويعر اسمه محمد جبر الحربي يقول وبئس ما يقول أرضنا البيد غارقة، طوف الليل أرجاءها وكساها بمسجده الهاشمي، فدانت لعاداته معبدا، فترى هل عرفت هذه الأرض غير محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم الهاشمي الذي أخرج الله به هذه الأمة من الجاهلية إلى الإسلام ثم يتجرأ هذا الوغد فيطلق على ديننا اسم الليل والظلام، وكما أن من صور الإستهزاء برسول الله محمد صلى الله عليه وسلم ما رسمه صلاح جاهين رسام الكاريكاتير المعروف. حيث صور صورة هزلية في جريدة رسمية.
رسم فيها رجلا بدويا يرمز به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يركب حمارا في وضع مقلوب ليكون رمزا للرجعية وفي أرضية الصورة ديك وتسع دجاجات وعنوان الرسم محمد أفندي جوز التسعة، وهذا من أقبح الهجوم والإستهزاء والسخرية على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن السخرية بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم ما هزأ به محمد الغزالي حيث أورد حديث “لن يفلح قوم ولَّوا أمرهم امرأة” يسخر من هذا الحديث ويذكر أن بلقيس وفكتوريا وأنديرا غاندي وجولدا مائير قد أفلحن بأممهم إلى آخر ما ذكر، مع أن الحديث مخرج في صحيح البخاري، ومن السخرية برسول الله صلى الله عليه وسلم السخرية بالرجال الذين حملوا دينه ومن ذلك أن غرّا حداثيا كتب ساخرا يقول حدثنا محبط بن محبط عن جاهل.
وزميل له يقول حدثنا الشيخ إمام عن صالح عبد الحي عن سيد بن درويش عن أبيه عن جده، وهذا منتهى الجرأة على حملة دين الله تعالي الذين هم رجال الإسناد، تلك المفخرة العجيبة لهذه الأمة التي لم تستطع أمة في الأرض أن تنال مثل شرف علم الرواية وتمحيص رجال الإسناد للأقوال فكانت هذه المنقبة مأدبة سخرية عند دهاقنة العبث والإلحاد.