قصة السادات رجل الحرب والسلام الذي أغتيل في ذكري إنتصاره
كتب :دكتور فوزي الحبال
ولد محمد أنور السادات في 25 ديسمبر 1918 في قرية ميت أبو الكوم بمحافظة المنوفية في مصر.
و السادات تخرج من الكلية الحربية بالقاهرة عام 1938.
وخلال الحرب العالمية الثانية خطط لطرد البريطانيين من مصر بمساعدة الألمان ،واعتقله البريطانيون وسجنوه عام 1942، لكنه هرب بعد عامين. وفي عام 1946 ألقي القبض على السادات بعد اتهامه بالتورط في اغتيال الوزير أمين عثمان، الموالي للبريطانيين، وسُجن حتى تمت تبرئته عام 1948.
وفي عام 1950 انضم إلى حركة التحرر الوطني، وكان السادات أحد قادة تنظيم الضباط الأحرار الذي أطاح بالنظام الملكي المصري عام 1952 ،وشغل السادات مناصب عليا مختلفة منها منصب نائب الرئيس بين عامي 1964و1966، وعامي 1969و1970.
ثم أصبح رئيساً بالإنابة بعد وفاة عبد الناصر في 28 سبتمبر 1970، وانتخب رئيساً في استفتاء عام في 15 أكتوبر 1970.
وقد واجه تحديات كبيرة عقب توليه هذا المنصب من عُرفوا بمراكز القوى، وهم أركان حكم عبد الناصر، وقد نجح في الإطاحة بهم فيما عُرف في مصر بـ ثورة التصحيح.
كما كان الاقتصاد المصري في حالة سيئة بعد حرب 1967 وهزيمة الجيش المصري في مواجهة إسرائيل، وكان المجتمع المصري يعاني من التضخم ونقص الخدمات الأساسية.
وفي عام 1972 وبعد أن شعر السادات بأن الاتحاد السوفييتي لم يقدم له الدعم الكافي قام بطرد آلاف الفنيين والمستشارين السوفييت من البلاد.
شن السادات هجوماً عسكرياً بالتنسيق مع سوريا لاستعادة الأراضي، مما أشعل فتيل الحرب العربية الإسرائيلية في السادس من أكتوبر 1973،وقد حقق الجيش المصري مفاجأة تكتيكية في هجومه على التحصينات الإسرائيلية التي بدت غير قابلة للاختراق على طول الضفة الشرقية لقناة السويس.
بعد الحرب، عمل السادات على تحقيق السلام في الشرق الأوسط. وقام بزيارة تاريخية إلى إسرائيل في 19و20 نوفمبر1977، وخلال هذه الزيارة سافر إلى القدس لعرض خطته للتسوية السلمية أمام الكنيست الإسرائيلي.
وقد أدى ذلك إلى بدء سلسلة من الجهود الدبلوماسية التي واصلها السادات على الرغم من المعارضة القوية من معظم دول العالم العربي والاتحاد السوفييتي.
وتوسط الرئيس الأمريكي جيمي كارتر في المفاوضات بين السادات ومناحم بيغن والتي أسفرت عن توقيع اتفاقية كامب ديفيد في17 سبتمبر1978، وهي اتفاقية سلام أولية بين مصر وإسرائيل.
وقد حصل السادات وبيغن على جائزة نوبل للسلام عام 1978، وأسفرت مفاوضاتهما السياسية المستمرة عن توقيع معاهدة سلام في 26 مارس 1979 بين مصر وإسرائيل، وهي المعاهدة الأولى بين الأخيرة وأي دولة عربية.
لقد اغتيل السادات في ذلك اليوم الذي كان يعتبره يوم انتصاره على الجيش الإسرائيلي.
وكان أنور السادات أول زعيم عربي يعقد السلام مع إسرائيل قبل عامين من اغتياله، وهو القرار الذي أثار غضب العديد من المصريين والعرب وأدى إلى مظاهرات عنيفة ضده.
وفي سبتمبر1981، شن السادات حملة أمنية كبيرة ضد معارضيه، وسجن أكثر من 1500 شخص من مختلف الطيف السياسي.
وفي الشهر التالي، اغتيل السادات على يد أعضاء من حركة الجهاد الإسلامي المصرية خلال العرض العسكري ليوم القوات المسلحة في 6 أكتوبر 1973.
وكان السادات قد تلقى التحية العسكرية، ووضع إكليلًا من الزهور على قبر الجندي المجهول، وجلس يشاهد عرضاً للقوات الجوية المصرية عندما انفجرت قنبلتان يدويتان.
ثم قفز مسلحون من شاحنة عسكرية أمام منصة الاستعراض الرئاسية، وركضوا نحو الحضور، وأطلقوا النار على المسؤولين.
وعلى الرغم من الأعداد الكبيرة المعتادة لأفراد الأمن في هذه المناسبة الاحتفالية، يقول شهود العيان إن المهاجمين تمكنوا من الاستمرار في إطلاق النار لأكثر من دقيقة.
وبحلول الوقت الذي رد فيه الحراس الشخصيون للرئيس بإطلاق النار، كان قد سقط ما لا يقل عن عشرة أشخاص مصابين بجروح خطيرة أو قتلى داخل المنصة.
ثم أطلقت قوات الأمن النار على اثنين من المهاجمين وقتلتهم وتغلبت على الباقين، بينما هرع حشود من العسكريين والمدنيين المتفرجين بحثاً عن مأوى.
وقد تم نقل الرئيس السادات بطائرة هليكوبتر إلى مستشفى عسكري، ويعتقد أنه توفي بعد ساعتين تقريباً.
وقد أثارت الدقة التي تم بها تنسيق الهجوم الشكوك في أن المهاجمين استفادوا من معلومات استخباراتية ودعم رفيع المستوى.
فقد أدان الرئيس الأمريكي رونالد ريغان اغتيال أنور السادات ووصفه بأنه عمل شائن وقال لقد فقدت الولايات المتحدة صديقاً عظيماً، وفقد العالم رجل دولة عظيماً، وخسرت البشرية رجلا للسلام٠
قصة السادات الرجل الذي أغتيل في ذكري إلانتصار