المقالات

ويعلمهم الكتاب والحكمة 

ويعلمهم الكتاب والحكمة 

ويعلمهم الكتاب والحكمة 

بقلم / محمـــد الدكـــروري

ويعلمهم الكتاب والحكمة

الحمد لله الرحيم الرحمن، علم القرآن خلق الإنسان علمه البيان، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له أنزل القرآن هدى للناس وبينات من الهدي والفرقان، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبده ورسوله سيد ولد عدنان، صلى عليه الله وملائكته والمؤمنون، وعلى آله وأزواجه وخلفائه وجميع أصحابه ومن تبعهم بإحسان ثم أما بعد، إن أول كلمة نزلت عليه صلى الله عليه وسلم كلمة “اقرأ” وهي من أعظم أدلة فضل العلم وقيمة المعرفة، وأمره الله أن يقول رب زدني علما، ولم يأمره بطلب زيادة إلا من العلم لأنه طريق الرضوان وباب التوفيق وسبيل الفلاح، وامتن عليه ربه بأن علّمه ما لم يكن يعلم من المعارف الإيمانية والفتوحات الربانية والمواهب الالهية، وقال له ربه “فاعلم أنه لا إله إلا الله ” فبدأ بالعلم قبل القول والعمل، فكان صلى الله عليه وسلم أسوة العلماء وقدوة لطلبة العلم. 

 

في الإستزادة من العلم النافع والعمل الصالح وقال صلى الله عليه وسلم ” مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل الغيث” رواه البخاري ومسلم، فكانت مهمته الكبرى تعليم الكتاب والحكمة ” ويعلمهم الكتاب والحكمة ” حتى خرج من أصحابه صلى الله عليه وسلم علماء وفقهاء وحكماء ومفسرون ومحدثون ومفتون وخطباء ومربون ملؤوا الدنيا علما وحكما ورشدا وإستفاقة، وليكن المعلم قدوة صالحة لهم في هذا الذي يطلبه منهم، أي أنه يجب عليه أن يطالع بإستمرار ليتعلم المزيد وليقدم للتلاميذ بإستمرار الجديد، ولا يجوز له أبدا أن يحتج بكونه كبير ومثقف وواعي وصاحب شهادة عالية وتجربة طويلة وواسعة، ولذا فلا يحتاج إلى زيادة معرفة وعلم، وإن هذه الحجة تدل على الجهل لا على العلم وتدل على الإستكبار لا على التواضع، وإن المعلم يجب أن يكون شعاره ما دام حيا. 

 

هو شعار رسول الله صلي الله عليه وسلم ” رب زدني علما” وما زال العبد بخير ما دام يرى أنه يعرف شيئا وتغيب عنه أشياء، وأخطر الناس على الإطلاق رجل لا يعلم وهو لا يعلم بأنه لا يعلم، واشرح أيها المعلم الدرس أيا كانت طبيعته وفي أي طور من أطوار التعليم، بطريقة سهلة وواضحة ومبسطة، وإضرب الأمثلة من الواقع، في حدود الإمكان، لتسهيل مهمة الفهم على التلاميذ، ولتنتبه إلى أن ضرب الأمثلة عامل مساعد مهم جدا يزيد من إمكانية إستيعاب التلاميذ للدروس ومن تعلقهم بمن يقدم هذه الدروس، وعليك أن تترك الفرصة الكافية للتلميذ حتى يفكر في حل التمرين أو الإجابة عن السؤال، وإترك المبادرة في الجواب له هو بالدرجة الأولى وتولي أنت التوجيه فقط، وعندما تكلف التلميذ بالصعود للسبورة قلل من التدخل، ما إستطعت في حل التمرين مع التلميذ. 

 

حتى يكون إنتفاع التلميذ بالحل أعظم، صحيح أن الوقت بهذه الطريقة يمكن أن يضيع بدون أن ننتبه ويضيع على حساب التلاميذ، ولكن على المعلم أن يحاول التوفيق بين المحافظة على الوقت من جهة وترك مبادرة الجواب والحل للتلميذ من جهة أخرى، وإذا أخطأ التلميذ فصحح له الخطأ بدون تجريح ولا سخرية وإعلم أن المؤمن لا يجوز أن يكون سبابا ولا لعانا، وكلمات من المعلم مثل أنت حمار أو أنت حيوان أو أنت غبي وأحمق وغيرها كثير، فكل هذه الكلمات لا يجوز أن تقال سواء من الناحية الشرعية أو القانونية أو حتى من ناحية الذوق السليم.

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار