اسرار في حياة المشاهير
بقلم / رفعت خلف
اسرار في حياة المشاهير
سندريلا الشاشة العربية مابين القتل والانتحار
ترددت كثيرا عندما قررت ان اكتب ولو جزء بسيط من حياة سندريلا الشاشة العربية الفنانة الراحلة سعاد حسني .
ولم يكن ترددي بسبب شئ خارجي عن ارادتي أو يمنعني عن ذلك ولكن السبب الحقيقي ان الراحلة “سعاد حسني” فنانة اخترقت وجدان كل محبيها ومازالت تعيش بداخلنا من خلال تعبيراتها واحساسها الصادق العميق في جميع اعمالها الفنية حتي اصبحت جزء من التراث المصري وحلم كل فتاه تتمتع بالحيوية والجمال والشقاوه والمرح علي الرغم من الحزن المتوغل داخل عينيها والذي كان يرسل لنا رسائل ان تلك الفنانة برغم الابتسامة التي لاتفارق وجهها الا انها تحمل داخلها حكايات لم تستطع البوح عنها حتي راحيلها عن دنيانا.
نعم هي الراحلة سعاد حسني والتي ولدت في القاهرة عام ١٩٤٣ من ام مصرية وأب من أصول سوريه كردية يدعي الخطاط والرسام المعروف “محمد كمال حسني البابا “والذي سافر الي مصر في اوائل الأربعينات واستقر فيها وتعرف علي والدة الراحلة “سعاد حسني” وتم الزواج بينهم وكانت تدعي السيدة” “جوهرة محمد حسين” وانجب منها ثلاث بنات “كوثر، وسعاد ،وصباح” وكانت الراحلة “سعاد “الشقيقة الوسطى بين اخواتها الاشقاء ولكنها تربت وسط ستة عشر من اخواتها سواء من والدها او اشقائها من والدتها ومن بينهم الفنانة الكبيرة “نجاة الصغيرة” احدي شقيقات الراحلة سعاد حسني من والدها .
** بداية سعاد حسني
انفصلت السيدة “جوهرة محمد حسين” والده الراحلة “سعاد حسني” عن زوجها والد الراحلة “سعاد حسني” وتزوجت للمرة الثانية من السيد” محمد حلمي حافظ” وكان يعمل مدرسا بالتربية والتعليم وكانت “سعاد ” في سن الخامسة من عمرها وعاشت هي واخواتها مع والدتها وزوجها الثاني ومن صغرها وهي تتمتع بالشقاوة والصوت الجميل والقدرة علي تقليد الفنانات ولما لا وهي وارثة الحس الفني من والدها .
التحقت الراحلة “سعاد حسني “وهي في الخامسة من عمرها بمسرح الاطفال مع الراحل والاذاعي القدير “بابا شارو ” في برنامجه الشهير حين ذاك وابدعت “سعاد حسني” منذ طفولتها وجذبت الانظار اليها وتم الاستعانه بها في العديد من الادوار المسرحية والغنائية التي تتماشي مع طفولتها وعمرها الصغير حتي اكتشفها المخرج الكبير “عبد الرحمن الخميسي” وقدمها في مسرحية هاملت للروائي” شكسبير ” .
بعدها اختارها في اول بطولة سينمائية امام الفنان الراحل “محرم فؤاد “في فيلم حسن ونعيمة وابدعت” سعاد حسني” وكانت انطلاقة حقيقية لها في السينما المصرية حتي وصل عدد افلامها الي اكثر من ٨٣ فيلما سينمائيا واشتهرت “سعاد” بالبنت الجميلة الشقية ولقبت بالعديد من الالقاب منها سندريلا الشاشة العربية وشقية الشاشة وغيرها من الالقاب التي كان يلقبها النقاد والكتاب الصحفين بها ومن ابرز اعمالها فيلم
البنات والصيف ، موعد علي العشاء، إشاعة حب، الزوجة الثانية، السبع بنات، غروب وشروق، وغيرها من الأفلام والمسلسلات التي كانت ومازالت علامات مضيئة داخل السينما المصرية والعربية .
حصلت سعاد حسني علي العديد من الجوائز القيمة خلال مشوارها الفني منها جائزة افضل ممثلة عام ٧١ عن
دورها في فيلم غروب وشروق امام الراحل رشدي اباظة وجائزة وزارة الثقافة المصرية عدة مرات وجوائز من جمعية الفيلم المصري وجائزة مهرجان الاسكندرية عن فيلم الراعي والنساء امام الراحل” احمد ذكي” كما حصلت علي جائزة جمعية فن السينما ووزارة الاعلام المصرية عن دورها في مسلسل هو وهي كما حصلت علي العديد من شهادات التقدير كاافضل ممثلة من الرئيس الراحل “محمد أنور السادات” .
* ** سعاد حسني والزواج
ارتبطت الراحلة سعاد حسني عاطفيا مع الفنان الراحل “عبد الحليم حافظ” وتم الزواج العرفي بينهم والذي استمر قرابة الست سنوات بداية من عام ١٩٦٠ حتي عام ١٩٦٥ وهناك شهود عيان كثيرة عن هذه الزيجة وكانت شقيقة الراحلة” سعاد حسني” قد ظهرت في احدي البرامج الفضائية وقالت ان “سعاد حسني” وعبد الحليم حافظ” كانوا متزوجين عرفيا وكان” عبد الحليم” يزورنا في المنزل ويحضر لنا بعض الحلوه والشيكولاته وكانت شقيقتي تزوره في منزلة باستمرار كما ان هناك تأكيدات للفنان “سمير صبري” علي صحة هذا الزواج وكان من ضمن شهود الزواج الفنان الراحل “يوسف وهبي” والاعلامي الكبير “وجدي الحكيم” .
الزواج الثاني للراحلة” سعاد حسني” كان من المخرج والمصور ” صلاح كريم” والذي استمر لمدة عام فقط
والزواج الثالث من المخرج الكبير” علي بدرخان” عام ١٩٧٠ واستمر ١٢ عاما ثم تزوجت الراحلة” سعاد حسني” من “فطين عبد الوهاب” وكان في ذالك الوقت طالب بالمعهد العالي للسينما وتم الانفصال سريعا بسبب رفض والدته الراحلة” ليلي مراد” من هذه الزيجة بسبب فارق السن بينهم وعلي الرغم من زيجات الراحلة سعاد حسني الكثيرة التي وصلت الي ٤ زيجات الا انها لم تلبس فستان الزفاف ولا مرة في احداهما .
* *سعاد حسني والكنترول
في فترة توهج الراحله “سعاد حسني” في اعمالها ولانها كانت تتمتع بقدر كبير من الذكاء والحيوية والجمال تم تجندها من خلال احدي الجهات السيادية للعمل معها وهنا تحكي “سعاد حسني” عن كيفية تجنيدها والطريقة التي استخدمت معها قالت سعاد انهم ارسلوا لي احد المخرجين العالمين وتم التعرف علية للقيام باعمال فنية وعندما ذهبت له في مسكنة للاتفاق معه علي الأعمال كان هذا المسكن محاط بكاميرات وادوات تجسس وتم تصويري وابتزازي وعمل فيديوهات ضغط علية لقبول العمل تحت أي ظرف لخدمة الوطن وبالفعل اشتغلت معهم ولكني بعد ماطلبوا مني التجسس علي احد الكتاب والصحفين الكبار استعنت” بعبد الحليم حافظ” كي ينقذني من الظابط موافي او السيد “صفوت الشريف” كما اعترف نفسة بذلك في مذكراته ولكنهم زرعوا الشك داخل عبد الحليم من ناحيتي بانني اقوم بتلك الأشياء بناء علي رغبتي وعندما ايقن عبد الحليم صدق كلامي قام ب ابلاغ السيد المشير “عبد الحكيم عامر “بعد ان قص علية عبد الحليم الحكاية وامر المشير “صفوت الشريف” بإنهاء هذا الامر سريعا وتركي وعدم الاستعانه بي مرة اخري.
* * *سعاد حسني وحالة الإكتئاب
في الفترات الاخيرة دخلت “سعاد حسني”في حالة اكتئاب واحست ان الاضواء اصبحت تهرب من تحت اقدامها يقول الدكتور “عصام عبد الصمد” المعالج للفنانة الراحلة في مذكراته ان الفنانة “سعاد حسني” كانت تقول لي انها لاتحتاج الي دواء للاكتئاب يادكتور ولكني احتاج علاج من الناس علشان دول اخطر من الاكتئاب واستكملت “سعاد” حديثها اشتغلت ثلاثون عاما عملت فيهم اكثر من ٨٠ فيلما واخلصت للفن واعطيته كل حياتي كنت بشوف إعجاب الجمهور كان بيهونوا علية التعب والشئ الوحيد اللي كان بيزعلني انني بعد كل فيلم اقوم فيه بمجهود كبير كنت اذهب الي منزلي لكي استريح من تعبي ولكني عندما اسمع دوشة اولاد الجيران كنت اكتئب واقول لنفسي انا لية مليش أسرة مثل باقي الناس لماذا تم انتهي عمري هكذا أين هي اسرتي كان نفسي اكون معي أسرة وأولاد كل اللي اتجوزتهم خذلوني حتي اللي حبيته منهم هو كمان خذلني وضيعني
انا يادكتور لست كبيرة سنا ولكني عجوزة اوي من داخلي ..
**سعاد حسني ويوم الرحيل ..
عندما ابتعدت الراحلة “سعاد حسني” عن الاضواء دخلت في حالة من الإكتئاب ادت تلك الحالة في زيادة وزنها مما ضغط علي فقرات الظهر لديها واضرت انها تسافر الي لندن لعمل عملية هناك .
وبعد مرور ٥ شهور صرفت فيها كل ماتملك من اموال قام بعض المحبين لها بعرض امرها علي المسئولين في الدولة وكان يشغل منصب رئيس الوزراء حين ذاك الدكتور “كمال الجنزوري” والذي امر بعلاجها علي نفقة الدولة تقديرا لدورها ومشوارها الفني ولكن عندما تولي الدكتور “عاطف عبيد” مجلس الوزراء تم ايقاف النفقات عنها بحجة ان الدولة لاتستطيع الصرف فترة طويلة علي علاجها وهنا ادركت الراحلة” سعاد حسني” ان من كان وراء وقف الانفاق هو السيد “صفوت الشريف” فقررت ان تكتب مذكراتها لتحكي فية عن حياتها الفنية وماتعرضت له طوال فترة تاريخها وبالفعل عام ٢٠٠١ تعرفت علي الكاتب الصحفي” عبد اللطيف المناوي” والذي كان يعمل مراسلا في ذلك الوقت في لندن واتفقت معه علي ان ينشر مذكراتها في احدي الجرائد الكبري والتي كان يعمل بها واثناء الحوار معه توقف عن الكتابة ورفض استكملها بسبب ان الراحلة “سعاد حسني ” ذكرت فيها اسم “صفوت الشريف” اثتاء الحديث في مذكرتها وهنا رأت “سعاد “ان هناك صعوبات سوف تقابلها في كتابة تلك المذكرات الا انها قامت بتسجيل مذكراتها علي شرائط كاسيت بصوتها وقررت أن تنشرها في احدي القنوات الفضائية الخاصة.
كانت سعاد في تلك الفترة تعيش مع صديقتها والتي تدعي” نادية يسري ” واذا تكلمنا عن “نادية يسري” والتي كانت تعمل خادمة عند الراحلة” سعاد حسني” في مصر ولها مواقف غريبة في حياتها وسافرت الي فرنسا للعمل هناك في بعض الأعمال المشبوهة هناك حتي استقرت في لندن وكانت باستمرار تجاور الراحلة “سعاد حسني” في أمورها وحياتها اليومية طوال إقامة سعاد بلندن.
**يوم الحادث او الرحيل
في يوم الخميس الموافق ٢١ من يونيو عام ٢٠٠١ وبالتحديد الساعة الثامنة مساءا تفاجئت الراحلة “سعاد حسني “ب اثنين من الرجال يقتحمون غرفتها في برج استيور بلندن وكانت صديقتها “نادية يسري” معها أثناء الاقتحام وقاموا بالنقاش معها بطريقة عنيفة وطلبوا منها الشرائط التي سجلتها الراحلة “سعاد حسني” ولكنها رفضت بشدة فقاموا بتهديدها وأثناء الحوار قاموا بضربها علي رأسها وقاموا بقص السلك الموجود امام نافذة الفندق وحملوها ورموها مثل زرع البصل راسها تحت ورجليها فوق لضمان وقوعها علي راسها وهي طريقة يقوم بها بعض الجهات الأمنية للتخلص من بعض الشخصيات .
وهنا نسأل اذا كانت” سعاد حسني” قد انتحرت لماذا كانت تصرف علي نفسها تلك الأموال الكثيرة التي جعلتها تنفق كل مالديها من اموال للعودة لحياتها الطبيعية حتي كل من كان قريبا منها في ذلك الوقت من اصدقائها الفنانين قالوا انها استردت الكثير من حيوتها وحالتها النفسية وهل بعد كل هذا تقبل علي الانتحار.
ان الراحلة “سعاد حسني” قد ماتت ومازال الغموض يحوم حول موتها واذا كانت قد ماتت منتحرة او مقتولة فتبقي روحها الجميله وابتسامتها البريئة وضحكتها وحيويتها تبقي امامنا في كل مشهد سينمائيا او حتي موقف في حياتنا يجذبنا لها ويذكرنا دائما بها وانها مازالت تحيا بين عشاقها ومحبينها من خلال رسائلها التي ترسلها لنا والتي تحمل معها عبير الحب والامل والحياه مع كل ربيع .
رحم الله سندريلا الشاشة العربية
اسرار في حياة المشاهير
اسرار في حياة المشاهير
اسرار في حياة المشاهير
اسرار في حياة المشاهير
اسرار في حياة المشاهير
اسرار في حياة المشاهير
اسرار في حياة المشاهير
اسرار في حياة المشاهير