مقالات

بضع ملاعق من طبق الكشري

جريدة موطني

بضع ملاعق من طبق الكشري

بقلم عبير مدين

بضع ملاعق من طبق الكشري

وكأن القدر رحيم بي أراد أن يرحمني من فتك نفسي بنفسي فيحترق هارد جهاز الكمبيوتر في لحظة أمام عيني! فاجعة عصفت بي إذ احترق معه العديد من الأعمال التي لم تتم ولم ترى النور إلا من خلال بعض الإطلالات على استحياء في صورة مقالات أو قصص قصيرة. وقبل أن أتمالك نفسي واستعيد توازني واحاول لملمة ما تيسر لي من خلال ما نشرته على فيسبوك وبعض المواقع الإلكترونية حتى كان القدر اسرع مني وقامت إدارة فيسبوك بتعطيل صفحتي ومحو ارشيف كتاباتي وكأن القدر يفرض علي أن استكين! ولعل أكثر ما حرق قلبي هو احتراق مشروع كتاب كنت على وشك الانتهاء منه وهو كتاب يوميات عاشقة.
الكتاب كان يتناول بالسرد والتحليل اهم المشاكل التي تعرضت لها الطبقة الوسطى والطبقات الفقيرة خلال الفترة بين قيام حراك يناير حتى نهاية ولاية فخامة الرئيس السيسي الثانية.
وقد تذكرت هذا الموضوع بالتزامن مع دعوات عددا من أبناء مركز منوف للمهندس احمد عز لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة واستنكار البعض مثل هذه الدعوات واعتبار أن الداعين لها لجان مأجورة.
الحقيقة أن أحمد عز والذي دفع به نظام مبارك ككبش فداء للهروب من السخط الشعبي يستحق وبجدارة مقعد في البرلمان ليس هو فقط كمال الشاذلي لو أحياه الله من جديد لاستحق هو الآخر مقعدا ولو أجريت انتخابات نزيهة لفازا بها!؛
أحمد عز معروف بخدماته التي لم تنقطع عن أبناء دائرته استفاد الكثير من نظام مبارك وربح أموالا طائلة انفرد بطبق كشري كبير لكن كان يلقي ببعض ملاعق منه لأبناء دائرته اطعم الفم فاستحت العين و احبته القلوب.
أما كمال الشاذلي فقد جعل من مركز الباجور دولة داخل الدولة هو الآخر استفاد وأفاد أظن أن نسبة البطالة في مركز الباجور في عصر كامل الشاذلي كانت صفر !
في الوقت الذي كان ومازال الكثير من نواب البرلمان لا يظهرون لأبناء دوائرهم الانتخابية إلا من الانتخابات البرلمانية إلى الانتخابات البرلمانية التي تليها إذ يكفي المرشح منهم أن يكون أحد كوادر الحزب الوطني أو حزب مستقبل وطن ليضمن النجاح بدون جهد أو تعب بدون أن يعرف الناخبون شكله أو أن يروا وجهه.
عزيزي الفاسد سوف يتذكرك العامة بالخير وبترحموا على ايام الفساد الجميل حتى لو تعدى فيها الفساد الركب ووصل إلى الافخاذ والبطون والصدور سوف يترحموا عليك وعلى ايامك حتى لو رائحة فسادك ازكمت الانوف متى اطعمتهم بضع ملاعق صغيرة من طبق الكشري أو الفتة الذي تحلق عليه بكلتا يديك ومتى رويت عطشه للخدمات التي قد تقدمها لهم مدفوعة التكاليف من موازنة الدولة لكن المهم انها تمت في عصرك الميمون وأن التقطت لك صورة مع وزير وانت تحصل على تأشيرة منه للبدأ في مشروع أو بتلبية بعض المطالب الشخصية والتي تعتبر حق مشروع للبعض فهذا يكفي بوصفك برجل البر والتقوى والتسبيح بحمدك عند شروق الشمس وعند الغروب!
أما أولائك الذين يعتمدون على كرتونة أو إحدى اوراق النقد فسوف ينجحون لكن سوف يظل المستفيد يلعن فيه كلما واجهته أزمة اقتصادية وطحن الغلاء عظامه لانك استأثرت بطبق الكشري لنفسك.

بضع ملاعق من طبق الكشري

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى