كيفية تحليل الصور السينمائية:
بقلم: د حنان حسن مصطفي
١- اللغة السينمائية:
هى مادة التعبير السينمائى من صور وكتابات نراها على الشاشة وأصوات نسمعها مثلها مثل لغة الكلام، لغة الكتابة أو لغة الشعر، أو اللغات الفنية الأخرى، تهدف اللغة السينمائية إلى التواصل مع الملتقى ونقل الرسائل ، والمشاعر والأفكار إليه من خلال أدواتها التعبيرية مثل الإضاءة وحركة الكاميرا والايقاع،،،،،الخ.
لا يمكن الفصل بين طريقة التعبير فى الصورة السينمائية ،اى اللغة الفنية، ومحتوى أو فكرة ومعنى الصورة ، فكلاهما مترابطين ، لذا يشمل فهم اللغة السينمائية مرحلة مهمة من مراحل فهم المعنى والدلالات.
ومثل لغة الكلام تتكون اللغة السينمائية من وحدات بسيطة، مثل اللقطة التى من الممكن أن تقارنها بالكلمة وتشمل وحدات أكثر تركيبا من المشهد والمقطع.
اللقطة:
هى ما يتم تصويره دفعة واحدة وبكون محصورا بين بداية دوران الكاميرا الذى تحدده إطلاق أمر التصوير “Action ” وبين توقفها عن الدوران بإعطاء أمر القطع Cut وهو ما نراه على الشاشة محصورا ما بين قطعتين.
ويحدد زمن اللقطة إيقاع الفيلم، فالقطات القصيرة المتتابعة تنتج إيقاعا سريعا يتناسب مع افلام الحركة على سبيل المثال ، واللقطات الطويلة تنتج إيقاعا بطيئا يتناسب مع المشاهد الرومانسية أو ذات الطبيعة التاملية.
ويمكن تحديد زمن اللقطة كالتالى:
– بين ثانية وخمس ثوانى تعتبر اللقطة قصيرة.
– بين ٥/١٥ ثانية، تكون اللقطة متوسطة.
– اكثر من ١٥ ثانية، تحتسب لقطة طويلة. المشهد:
يتكون المشهد السينمائي من لقطة واحدة أو عدة لقطات تدور أحداثها فى مكان وزمان واحد. ومدة المشهد ما بين بضعة ثوانى إلى بضعة دقائق. المقطع:
مجموعة من المشاهد تتشكل حول حدث بعينه وإذا كان المشهد يشترط وحده المكان والزمان، فإن المقطع يتغير فبه المكان والزمان، ولكنه يتمتع بوحدة درامية، ويمكن مقارنته بفضل فى رواية. وقد بتكون المقطع من نقطة واحدة طويلة، تسمى اللقطة المقطع. المناظر أو الإطار:
على الرغم من قدرة السينما على محاكاة الواقع والاطلاع الذى تتركه لدى المشاهير بأن ما يشاهده حقيقة، الا أن هناك خاصية رئيسية تمبز الصور السينمائية ، تجعلها تختلف عن صور العالم الطبيعي الذى نراه بأعيننا وهى أن الصورة السينمائية محددة بإطار.
الإطار هو شكل هندسي —– غالبا ما يكون مربعا أو مستطيلا نشبه باانافذة التى نرى من خلالها العالم. أضلاع هذا الشكل الهندسي تشمل حدود ما نراه. أما العناصر الموجودة خارج الكادر ، مثلها مثل العناصر الواقعة خارج إطار النافذة، فهى موجودة لكن لا نراها. المجال/ خارج المجال:
المجال هو المساحة البصرية التى يحتويها الإطار، ما يراه المشاهد هو ما يظهر داخل المجال وما لا يراه، لان حدود الإطار لا تسمح له بذلك، يقع خارج المجال. العلاقة بين المجال وخارج المجال مليئة بالدلالات، لأنها تتعلق بالعلاقة بين ما نراه ويحدث أمام أعيننا ومالانراه، لكنه يحدث كذلك وقد يؤثر فيما نراه.
حجم اللقطة:
يتحدد حجم اللقطة وفقا لمدة ابتعاد أو اقتراب إلى التصوير من الموضوع المصور. فمساحة ما يظهر من جسم الاتسان
،وكذلك مساحة المكان الظاهر فى اللقطة الدور الأساسي فى تحديد حجم اللقطة واسمها وذلك على النحو التالى.
– لقطة كبيرة جدا ( أو قريبة جدا) Big close up:
تظهر تفصيلة صغيرة مثل جزء من كف أو عين أو شفاه وهى العادة تكون لقطة قصيرة ووظيفتها لفت الإنتباه للمتفرج لعنصر ذى أهمية معينة
– لقطة كبيرة أو قريبة (Close up):
وتظهر الوجه الإنساني عن قرب، وعادة ما يكون لها وظيفة التعبير عن المشاعر.
– لقطة متوسطة—– Medium shot :
وتظهر شخصية واحدة أو أكثر من الرأس وحتى الخصر أو الركبة وكثيرا ما تستخدم فى المشاهد الحوارية.
– لقطة عامة—— Long shot:
ويظهر فيها الجسم الانسانى بالكامل. وتمكن اللقطة العامة كذلك من التعرف على معالم المكان الموجودة فى الشخصية.
– لقطة بعيدة جدا—— (Extreme long dhot):
فيها تتخذ الكاميرا موقعا بعيدا بالنسبة الموضوع المصور وتظهر المكان فى اتساعه: شوارع المدينة، الصحراء ، المزارع ، السفن فى البحر …….. وقد تحتوى على شخصيات تظهر حجم صغير بالنسبة للمكان أو قد لا تحتوى على اى شخصية. وتستخدم كثيرا فى المشاهد التأسيسية فى بداية الفيلم للتعرف على طبيعة المكان وللعلاقات الموجودة به.
– زاوية التصوير:
ترتبط زاوية التصوير بموقع المصور بالنسبة لموضوع التصوير ، تتحدد زاوية التصوير بناء على مكان الكاميرا أو اتجاهها بالنسبة إلى الموضوع المصور
قد تتخذ الماني ا وضعا أفقيا بالنسبة إلى الموضوع المصور حين تكون فى مستوى النظر، وفى هذه الحالة يطلق على زاوية التصوير وصف “زاوية عادية”. والزاوية العادية قد تكون أمامية أو جانبية أو خلفية .
وقد تتخذ الكاميرا وضعت غير عاديا ، عندما تحتل موقعها أعلى الموضوع النصور، فيبدو الجسم المصور فى هذه الحالة ضئيلا أو فى حالة ضعف فعلى أو رمزى ، أو قد تتخذ الكاميرا موقعا أسفل الموضوع المصور، الأمر الذى يعطى ايحاء بضخامة الجسم الذى يتم تصويره وتتغير زاوية التصوير مع حركة الكاميرا.
الصورة السينمائية مثلها مثل الورقة البيضاء التى ترسم علبها، عبارة عن سطح مستوى ثنائى البعدين لكن استخدام تقنيات معينة سواء فى الرسم أو التصوير يجعلنا نتوهم أن الصورة ثلاثية الابعاد، اى يوجد بها عمق.
– فى الجزء العلوي من السكان نرى شخصا يقف فى مركز محدد على الأرض.ويتوقف ما يراه ( مجال البصر) على النقطة التى يقف فيها والتى تحدد زاوية نظره.
– فى الجزء السفلي من الصورة، لكن عند التقاء خط الأفق مع نقطة الهروب، يهيا إلينا أن تلك النقطة توجد فى عمق الصورة. وهو وهم ، لان الصفحة مسطحة، اى ثنائية البعدين ، هذا الوهم بالعمق أنتجته تقنيات فى الرسم ، حيث نرسم المنازل الموجودة فى الجزء الأمامي الكادر كبيرة والخطوط فبها واضحة، بينما الموجودة فى الجزء الخلفي من الكادر صغيرة والخطوط فبها غير واضحة.
يلعب عمق المجال دورا تعبيربا وجماليا مهما ، فهو يوحى بامتداد العالم المرئ لإبعاد لا نراها ، وهو ما يعطى الصورة آراء بصريا ودلاليا .
كيفية تحليل الصور السينمائية: