ما فرطنا في الكتاب من شيء
ما فرطنا في الكتاب من شيء
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الأحد الموافق 15 ديسمبر 2024
ما فرطنا في الكتاب من شيء
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أما بعد، إن الشريعة الإسلامية لم تدع أمرا إلا وكان فيه نبأ من السماء كما قال الله تعالي كما جاء في سورة الأنعام ” ما فرطنا في الكتاب من شيء ” وكما قال تعالي كما جاء في سورة المائدة ” اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ” ولكن هؤلاء أعمى الله بصائرهم عن إتباع طريق الهدى وصدق الله العظيم عندما قال تعالي كما جاء في سورة الحج ” فإنها لا تعمي الأبصار ولكن تعمي القلوب التي في الصدور ” وإذا وجدوا أن لا قدرة لهم على رد أحكام الله تعالي والإعتراض على شرعه لسبب أو لأخر.
واستخدموا سبل أخرى تهكمهم بالشريعة، فتراهم يأتون بالتفسيرات الباطلة لإلغاء الأحكام الشرعية كما فعل اليهود الذين حرفوا دين الله، وبدلوا كلمات الله، نعم هكذا يفعلون فيما لا يعجبهم من التشريعات الإلهية والأحكام الشرعية، يغيرون على نصوص الكتاب والسنة غارات بعد غارات، يفتحون باب التأويل الفاسد، وتحت شعار التحديث والعصرنة، يريدون إخراج الأحكام الشرعية عن حقيقتها، لا يريدون تطبيق حدود الله تعالي ولا الإستسلام للأحكام التي جاءت عن الله عز وجل ورسوله المصطفي كما جاء في سورة الأنعام في أمور الأسرة والمرأة والميراث، ويريدون إعمال عقولهم في إلغاء الأحكام فيقولون أكل الخنزير كان حراما لأنه كان يأكل القاذورات، لكن الآن تغير الحال فالمزارع الغربية تطعم الخنازير أكلا نظيفا فلا بأس بأكل لحمه.
ولمعرفة براءة الرحم هناك طرق كثيرة عن طريق الفحوص الحديثة، فلا حاجة إذن لعدة المتوفى عنها زوجها، وعليه فيلغى الحكم، سبحان الله جرأة عجيبة وتنكر رهيب على أحكام الله وشرائعه ” أأنتم أعلم أم الله ” فيا هؤلاء المعترضون على رسلكم” أأنتم أعلم أم الله ” فالله تعالي أنزل كتابه ليحكم بين الناس بما ينفعهم، ويخدم مصالحهم، ويصلح معايشهم إلى قيام الساعة، وله الحكمة البالغة فيما يأمر وينهى، فقد نعرف السبب والحكمة في ذلك الأمر أو النهي وقد تخفى علينا، وقد نطلع على علة في ذلك وتغيب عنا علل أخرى، ولذلك كان لا بد من الإنقياد له، لا بد من التنفيذ، لا بد من الإمتثال، عندما يأتي أهل العلم بحكم الله ويبينونه للناس، وإذا كان الشيء غيبيا لا ندركه بعقولنا فعلينا أن نؤمن به كما جاء عن الله وعن رسوله.
ما دام ثبت بالنص الواضح الصحيح حيث قال الله تعالي كما جاء في سورة النور ” إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلي الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا وأولئك هم المفلحون ” والحمد لله فليس في ديننا ما يعارض العقل الصحيح، والنقل الصحيح الصريح كما يقول أهل العلم لا يصادم العقل الصحيح، فاللهم إنا نسألك أن تجعلنا مؤمنين بكتابك، مستسلمين لقضائك، أحينا على سنة محمد بن عبد الله وأمتنا عليها يا رب العالمين، اللهم إنا نسألك الفقه في الدين، واتباع سنة سيد المرسلين، اللهم اغفر لنا أجمعين، وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم، اغفر لنا ذنوبنا كلها دقها وجلها، سرها وعلانيتها، لا تغادر لنا ذنبا إلا غفرته، ولا هما إلا فرجته، ولا دينا إلا قضيته، اشفي مرضانا، وارحم موتانا، واهدي ضالنا يا أرحم الراحمين استر عيوبنا، ونفس كرباتنا.