عزيزى الرجل ” أنت من تقود وتجود”
عزيزى الرجل ” أنت من تقود وتجود”
بقلم : د/ ابتسام عمر عبدالرازق
فى مجتمعنا الحالى تعرض دور الرجل لتغيرات جذرية سواء دورة فى الاسرة أو فى المجتمع , لم يعد دورة فقط فى توفير الاحتياجات المادية للأسرة ولكن دورة إتسع ليشمل مختلف الجوانب النفسية والعاطفية والتربوية للأسرة.
مع وجود المستحدثات التكنولوجية أصبحت الاسرة المصرية فى حاجة للمشاركة والتعاون والتكامل ورعاية الزوجة والأبناء وتقديم الدعم النفسى والعاطفى لهم وتقديم الحماية اللازمة إذا إستدعت الضرورة ,
فالرجل هو من يقود ويجود.
الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ, وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ” هذه الآية تشير إلى دور الرجل في قيادة الأسرة وتوفير الرعاية والحماية لها.
القيادة في الأسرة تتطلب من الرجل أن يكون قدوة حسنة، وأن يتسم بالعدل والرحمة في تعامله مع أفراد أسرته. يجب أن يكون قادرًا على اتخاذ القرارات الحكيمة التي تصب في مصلحة الجميع، وأن يكون داعمًا ومعينًا لأفراد أسرته في مختلف جوانب الحياة فالرجل هو القائد والمرشد والموجه لاسرته , فهو يقود العلاقة مع زوجتة وأولادة , ويمنح الجميع الشعور بالأمان والاحتواء والقيادة تكون فى الأمور المادية والأمور العاطفية ,
قيادة المشاعر يفهم الزوجة ويحتويها ويتجاوز عن هفواتها ويوجهها ويعالج المشاكل بحب وحنان, ويعطى الوقت للأولاد ليفهم إحتياجاتهم المادية والنفسية ويحتويهم ويوجه بلطف وخبرة ويعالج المشكلات ويوفر الحماية والأمان لهم .
والرجل أيضاً يجود بحبة ومشاعرة وبمالة ووقت وخبرتة ويكون كريمً معطاءً,و الجود في الثقافة العربية ليس مجرد سلوك اجتماعي، بل هو جزء من الهوية والقيم التي يعتز بها العرب, في الثقافة العربية، يُعتبر الجود من القيم الأساسية التي تعبر عن السخاء والعطاء دون انتظار مقابل.
وفى النهاية عزيزى الرجل , النبي محمد صلى الله عليه وسلم كان نموذجًا رائعًا للزوج الناجح، حيث كان يقود ويجود في تعامله مع زوجاته, كان النبي صلى الله عليه وسلم يعامل زوجاته برفق وحنان. عن عائشة رضي الله عنها قالت: “كنتُ أغتسل أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم من إناءٍ واحد، أبادِرُه ويُبادِرُني، حتى يقول: دعي لي، وأقول أنا: دَعْ لي” هذا يظهر مدى الحب والمرح في علاقتهما.
كان النبي صلى الله عليه وسلم يساعد في الأعمال المنزلية. عن عائشة رضي الله عنها قالت: “كان في مهنة أهله، فإذا حضرت الصلاة قام إلى الصلاة” وفي رواية أخرى: “كان يَخيط ثوبه، ويخصِفُ نعله، ويعمل ما يعمل الرجال في بيوتهم”
كان النبي صلى الله عليه وسلم يقدر مشاعر زوجاته ويحترمها. عن أم سلمة رضي الله عنها أنها أتت بطعام في صحفة لها إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، فجاءت عائشة رضي الله عنها فكسرت الصحفة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: “غارت أمكم” ثم أخذ صحفة عائشة وأعطاها لأم سلمة.
بالفعل، القيادة والجود هما من الصفات النبيلة التي يمكن أن تجعل الرجل قدوة حسنة في أسرته ومجتمعه. عندما يقود الرجل أسرته بحكمة وعدل، ويجود بوقته وجهده وموارده، فإنه يساهم في بناء بيئة أسرية مستقرة ومجتمع متماسك.