ادب وثقافةالمقالات

المهمَّش من الحياة: قضية اجتماعية وإنسانية

جريدة موطني

المهمَّش من الحياة: قضية اجتماعية وإنسانية.

محمود سعيدبرغش
المهمَّش من الحياة هو ذلك الفرد أو المجموعة التي تعاني من الإقصاء أو التهميش في مختلف مجالات الحياة، سواء كان ذلك اقتصاديًا، اجتماعيًا، أو ثقافيًا. التهميش لا يعني فقط الفقر المادي، بل يتجاوز ذلك ليشمل الشعور بعدم الاعتراف أو التقدير، وهو ما يؤدي إلى مشكلات نفسية واجتماعية معقدة.

مفهوم التهميش

التهميش هو حالة يُقصى فيها الأفراد أو الجماعات من المشاركة الفعّالة في الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية. يتم استبعادهم من فرص العمل، التعليم، والرعاية الصحية، مما يضعهم في دائرة مغلقة من الفقر والعجز. وقد يكون التهميش نتيجة لعدة عوامل مثل الطبقية، العرق، النوع الاجتماعي، أو حتى الجغرافيا.

أسباب التهميش

1. الفقر والبطالة: يُعد الفقر من أبرز أسباب التهميش، حيث يعاني الأفراد من نقص الموارد والفرص التي تؤهلهم للمشاركة الفعّالة في المجتمع.

2. التمييز: سواء كان تمييزًا عرقيًا، دينيًا، أو جنسيًا، فإن هذه الظاهرة تساهم في دفع الفئات المستهدفة إلى الهامش.

3. التعليم المحدود: التعليم هو المفتاح الأساسي للخروج من دائرة التهميش، وعندما يكون غير متاح للجميع، يظل الكثيرون عالقين في هذه الدائرة.

4. العوامل السياسية: بعض السياسات الحكومية قد تُسهم في تعزيز التهميش من خلال توزيع غير عادل للموارد أو تقليل فرص الفئات المهمشة.

تأثير التهميش على الأفراد والمجتمع

على الأفراد: يعيش المهمَّش حالة من العزلة وفقدان الثقة بالنفس، ما يؤدي إلى ضعف اندماجه في المجتمع. كما يواجه غالبًا تحديات نفسية مثل الاكتئاب والقلق.

على المجتمع: انتشار التهميش يضعف من تماسك المجتمع ويزيد من معدلات الفقر والجريمة. عندما يُقصى جزء من المجتمع، تُهدر طاقات ومواهب كان من الممكن أن تسهم في التنمية.

سبل معالجة التهميش

1. تعزيز المساواة: من خلال تبني سياسات عادلة تضمن حقوق جميع الأفراد، بغض النظر عن خلفياتهم.

2. تحسين التعليم: توفير فرص تعليمية للجميع، خاصة في المناطق الفقيرة والمهمشة.

3. تمكين الفئات المهمشة: دعم هذه الفئات ببرامج تدريبية واقتصادية تفتح أمامهم أبواب العمل والاستقلال.

4. مكافحة التمييز: رفع الوعي المجتمعي حول مخاطر التمييز والعمل على القضاء عليه.

الخاتمة

التهميش قضية إنسانية تحتاج إلى تضافر الجهود للتصدي لها. لا يمكن لأي مجتمع أن يحقق التقدم دون احتواء جميع أفراده ومنحهم فرصًا متساوية للحياة الكريمة. إن معالجة التهميش ليست فقط مسؤولية الحكومات، بل هي واجب على كل فرد يسعى نحو بناء مجتمع عادل ومتساوٍ.

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار