اهتمام القيادة السياسية بأمن الطاقة في مصر
بقلم: د. مايسة أحمد محمد
ماجستير حماية البيئة، زميل كلية الدفاع الوطني، أكاديمية ناصر العسكرية العليا
يشكّل الأمن القومي المصري بمفهومه الشامل حجر الأساس لتحقيق التنمية المستدامة للدولة في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعسكرية والبيئية والمعلوماتية ويتمثل جوهر الأمن القومي في القدرة على حماية مقدرات الدولة واستقرارها في مواجهة التهديدات الداخلية والخارجية سواء كانت إقليمية أو عالمية وصولًا إلى تحقيق الأهداف القومية للدولة المصرية.
ومن بين أبعاد الأمن القومي يبرز الأمن البيئي بوصفه الدرع الواقي للبيئة ومواردها الطبيعية وذلك عبر الحد من التلوث والتدهور البيئي مع الاستثمار الأمثل للموارد الطبيعية بما يضمن حق الأجيال الحالية والمقبلة في التنمية. ويعد أمن الطاقة أحد أبرز أركان الأمن البيئي في مصر لما يمثله من أهمية حيوية في تحقيق الاستقرار.
اهتمام الدولة بأمن الطاقة
أولت القيادة السياسية في مصر بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، ملف الطاقة أولوية قصوى ضمن استراتيجية التنمية الشاملة إذ وضعت الدولة خطة طموحة لتنويع مصادر الطاقة النظيفة والمتجددة ومنها
الطاقة الشمسية: تنفيذ مشروع بنبان بأسوان الذي يعد من أكبر مشروعات الطاقة الشمسية في العالم.
الطاقة النووية: المضي في إنشاء محطة الضبعة النووية بالتعاون مع روسيا لتوليد الكهرباء.
طاقة الرياح: دعم مشروعات خليج السويس والزعفرانة لتوليد الكهرباء من الرياح.
وفي مجال الغاز الطبيعي اتخذت الدولة خطوات جادة لزيادة الإنتاج المحلي واستخدام التسهيلات المصرية في محطتي إدكو ودمياط لتسييل الغاز الطبيعي وإعادة تصديره، مما يعزز مكانة مصر كمركز إقليمي لتجارة وتسييل الغاز في المنطقة.
كما سعت الحكومة إلى تعديل الاتفاقيات المبرمة مع الشركات العالمية للبحث والتنقيب في المياه العميقة بما يشجع على ضخ المزيد من الاستثمارات ويدعم مكانة مصر على خريطة الطاقة العالمية.
إن ما تحقق في مجال الطاقة يمثل نموذجًا واضحًا لرؤية القيادة السياسية في تحقيق أمن الطاقة باعتباره ركيزة أساسية للأمن القومي والتنمية المستدامة ويؤكد في الوقت ذاته وعي الدولة بأهمية حماية البيئة والحفاظ على حقوق الأجيال القادمة.
اهتمام القيادة السياسية بأمن الطاقة في مصر
