سفير مصر في ألمانيا يبحث تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري مع مسئولي ولاية نورث راين فيستفاليا الألمانية
متابعة عبده الشربيني
في إطار تنفيذ أولويات الدولة المصرية نحو جذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية والعمل على فتح أسواق جديدة للعمالة المصرية، قام د. محمد البدري سفير جمهورية مصر العربية لدى برلين، يوم ٢٩ سبتمبر الجاري، بزيارة مدينة “دوسيلدورف” عاصمة “ولاية نورث راين فيستفاليا”، احدى أكبر الولايات الألمانية من الناحية الاقتصادية والصناعية، وذلك بمشاركة الوزير المفوض التجاري بالسفارة/ مها زكريا، حيث تم عقد لقاءات مكثفة مع مسئولين رفيعي المستوى بالولاية وعلى رأسهم رئيس برلمان الولاية، ووزير “العمل” ووزير “الشئون الدولية والفيدرالية والأوروبية والاعلام”، وكذلك مع وزير الدولة بوزارة “الاقتصاد والصناعة والطاقة وحماية المناخ”، فضلاً عن عقد دائرة مستديرة ضمت اتحاد الصناعات الهندسية وغرف التجارة والصناعة بالولاية بالإضافة إلى عدد من الشركات الألمانية العاملة في القطاعات المختلفة، كما عقد لقاءات مع رئيس غرفة التجارة والصناعة بالولاية، ومع مؤسسة “North Rhein Global Business” المعنية بإتاحة المعلومات عن فرص الاستثمار حول العالم لشركات الولاية.
استهدفت تلك اللقاءات تسليط الضوء على المزايا التنافسية والنسبية التي تتمتع بها مصر في مجالات الاستثمار والصناعة والسياحة والعمالة، حيث أكد السفير د. البدري على أن مصر تظل الوجهة الأفضل في منطقتي الشرق الأوسط وأفريقيا للمستثمرين الألمان على ضوء ما حققه الاقتصاد المصري من نمو ملحوظ وصل إلى ٤.٤%، علاوةً على ما استثمرته الدولة المصرية السنوات العشرة الماضية في البنية التحتية لتدشين الطرق وبناء المدن الجديدة، وبما جعل مصر أكثر جاذبية للاستثمار، بالإضافة إلى ما اتخذته الحكومة من إجراءات لإصلاح السياسات النقدية والمالية، وتحسين مناخ الاستثمار في مصر، وبتكلفة محلية منخفضة مقارنة بأسواق أخرى في المنطقة وفي أوروبا، كما عرض الخطة المصرية الطموحة في مجال انتاج الهيدروجين الأخضر والطاقة المتجددة، واستعرض المزايا التي تقدمها المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، علاوةً على اتفاقات التجارة الحرة التي وقعتها مصر مع أكثر من ١٠٠ دولة، وبما يمكن الشركات الألمانية من تصدير منتجاتها من مصر لتلك الدول بدون رسوم.
حرص السفير د. البدري كذلك خلال كافة هذه اللقاءات التأكيد على ما تتمتع به مصر من عمالة ماهرة، يتحدث أكثر من ٥٥٠ ألف منها اللغة الألمانية، وهو ما يمثل فائدة مزدوجة للجانب الألماني، إذ يمكن استفادة الشركات الألمانية العاملة في مصر منها أو استقدام ألمانيا لعدد منها لسد احتياجات السوق الألماني من ناحية أخرى، مقترحاً التوقيع على مذكرات تفاهم في هذا المجال على غرار ما تم توقيعه مؤخراً مع ولاية بافاريا.
من جانبهم، أكد مسئولو الولاية على ترحيبهم بفتح آفاق جديدة للتعاون الاقتصادي مع مصر، وأعربوا عن تقديرهم للتطورات الايجابية للاقتصاد المصري، وهو ما يعزز من الثقة في مناخ الاستثمار في مصر، حيث يمثل السوق المصري فرصة لشركات الولاية التي تبحث عن أسواق جديدة لاستثماراتها، بما في ذلك في مجال الطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر.
أضاف وزير العمل بالولاية استعدادهم للنظر في توقيع اتفاق مع مصر لفتح آفاق فرص عمل للكوادر المصرية المختلفة في إطار احتياجات سوق العمل بالولاية، كما تم الاتفاق مع غرف التجارة والصناعة بالولاية على تدشين منصة للتواصل بشكل دوري بين تلك الغرف والسفارة والشركات الألمانية لبحث الخطوات العملية لتنفيذ عدد من مقترحات التعاون في مجال العمالة والاستثمار الألماني في مصر.
تم كذلك الاتفاق على قيام وفد من ممثلي عدد من الشركات الألمانية بما في ذلك تلك العاملة في مجال الصناعات الزراعية للمشاركة في معرض “فود أفريكا” الذي يُعقد في ديسمبر ٢٠٢٥ في القاهرة، وقيام تلك الشركات بعقد لقاءات مع غرف التجارة المصرية والمجلس التصديري للصناعات الزراعية لبحث سبل تعزيز التعاون في هذا المجال الحيوي.
من ناحية أخرى، أكد رئيس برلمان الولاية على تثمينهم للدور المحوري لمصر كنقطة ارتكاز لضمان الأمن والاستقرار في الشرق الاوسط، ودورها في اقرار السلام بالمنطقة، كما أكد على دعمه لكافة مساعي السفارة لجذب الاستثمارات الألمانية لمصر، ووعد بالنظر في كيفية دعم برلمان الولاية لتلك الجهود في مجال فتح أسواق للكوادر المصرية، كما أشاد بقطاع السياحة في مصر، وما تلاحظ من زيادة أعداد السياحة الوافدة من الولاية لمصر.