الوطن شرف ومسؤولية: الدفاع عنه وحماية الهوية الوطنية
بقلم د.م. مدحت يوسف
٣ أكتوبر ٢٠٢٥
في هذا العصر المليء بالتحديات والتحولات السريعة، وما نشهده من أحداث متلاحقة ومخاطر تحيط بالأوطان من كل جانب، يزداد وضوحًا وقوة معنى حب الوطن والولاء له. فالوطن ليس مجرد أرض نعيش عليها، بل هو الهوية والكرامة والجذور التي تمنحنا الانتماء والقوة، وهو المكان الذي يضم أحلامنا ومستقبل أبنائنا. الدفاع عن الوطن شرف وواجب مقدس، لا يقل أهمية عن أي واجب آخر، فهو الذي يحفظ الأرض ويصون التاريخ ويصنع المجد.
القوات المسلحة ورجالها الأبطال هم رمز وقدوة لهذا الشرف العظيم. فهم ليسوا مجرد جنود يدافعون عن الوطن، بل هم ضمير الأمة الحي، ودرعها الحصين، وسندها المتين. قدموا التضحيات العظيمة وارتوت أرض الوطن بدمائهم الزكية، ليظل شعبنا آمنًا ووطننا قويًا. رجال القوات المسلحة يعلموننا معنى الولاء والانتماء الحقيقي، ويظهرون أن الدفاع عن الوطن ليس مجرد كلمات، بل أفعال وشجاعة وإخلاص.
الدفاع عن الوطن مسؤولية كل فرد في المجتمع. فالطالب حين يجتهد في طلب العلم يدافع عن وطنه بالمعرفة، والمعلم حين يزرع القيم والأخلاق في نفوس الطلاب يحمي هويتهم، والطبيب حين يسهر على صحة المواطنين يقدم خدمة عظيمة للوطن، والصانع والمهني حين يتقن عمله يدعم صرح الوطن ويشارك في بناء مستقبله. كل عمل مخلص وكل جهد حقيقي هو دفاع عن الوطن، لأن قوة الوطن تبنى بسواعد أبنائه وإخلاصهم.
السادس من أكتوبر المجيد هو يوم البطولة والعزة، وملحمة خالدة جسدت معنى الوحدة والتلاحم بين الجيش والشعب. فقد أثبت المصريون في هذا اليوم أن الإرادة القوية والانتماء الحقيقي للوطن قادران على تحقيق المستحيل، وأن دماء الشهداء وتضحيات أبطال القوات المسلحة ليست مجرد تاريخ، بل رسالة حية لكل الأجيال تعلمنا معنى الفداء والشجاعة والولاء للوطن.
حب الوطن والالتزام به لم يكن يومًا مجرد شعارات أو كلمات، بل قيمة راسخة في الفطرة الإنسانية ورسالة سماوية. فجميع الرسل والأنبياء كانت رسالتهم واضحة في غرس حب الوطن والمحافظة عليه، وحث الأقوام على الإصلاح والبناء وحماية الأرض والمقدسات، وتثبيت الانتماء والوفاء. وهذا يعلّمنا أن الدفاع عن الوطن واجب مقدس يمتد عبر التاريخ ويحمل رسالة خالدّة للأجيال.
الهوية الوطنية هي الرابط الذي يجمع أبناء الوطن، والحصن الذي يحميه من الانقسام والضياع. والدفاع عن الوطن يعني صون هذه الهوية، وحماية قيمه ومبادئه، وغرس حب الأرض والانتماء في نفوس الأجيال الجديدة، ليظل الوطن قويًا ومزدهرًا شامخًا بين الأمم.
ويجب علينا جميعًا أن نحافظ على أوطاننا، ونلتف حول قيادتنا السياسية وقواتنا المسلحة، فهم الدرع الواقي والسند المتين، وهم القدوة في الولاء والانتماء، وهم الضمانة الحقيقية لاستمرار الوطن قويًا، آمنًا، مزدهرًا، شامخًا بين الأمم. فالدفاع عن الوطن شرف ومسؤولية وواجب، وحبه إخلاص لا ينتهي، وعمله تضحية لا تقدر بثمن.
خطى الوعي DrEng Medhat Youssef Moischool
خطى الوعي
الوطن شرف ومسؤولية: الدفاع عنه وحماية الهوية الوطنية