الرئيسيةمقالاتالهدوء والطمأنينة… رحلة الروح إلى السلام الداخلي
مقالات

الهدوء والطمأنينة… رحلة الروح إلى السلام الداخلي

الهدوء والطمأنينة… رحلة الروح إلى السلام الداخلي

الهدوء والطمأنينة… رحلة الروح إلى السلام الداخلي

 

كتب : حسام النوام

 

في عالم يزدحم بالضجيج والتسارع، بات الهدوء عملة نادرة يبحث عنها الكثيرون وكأنها كنز مفقود. الهدوء ليس مجرد غياب للأصوات أو انطفاء للضوضاء، بل هو حالة من الصفاء الداخلي تتجاوز حدود الجسد لتستقر في أعماق النفس. الطمأنينة بدورها ليست شعورًا عابرًا، وإنما مقام روحي رفيع يشعر فيه الإنسان بالأمان والسكينة مهما اضطربت من حوله الأحداث.

معنى الهدوء النفسي

الهدوء هو تلك اللحظة التي يتصالح فيها الإنسان مع نفسه، فلا يلهث وراء الماضي ولا يقلق من المستقبل، بل يعيش الحاضر بكامل تفاصيله. هو القدرة على السيطرة على الانفعالات، والتعامل مع المواقف بوعي لا بانفعال. وعندما يمتلك المرء هذا الهدوء، يصبح أكثر قدرة على التفكير السليم واتخاذ القرارات الصائبة.

الطمأنينة… غذاء الروح

الطمأنينة تأتي من الإيمان العميق والثقة المطلقة في أن كل ما يحدث له حكمة. حين يدرك الإنسان أن الأقدار تجري وفق ميزان إلهي لا يخطئ، يزول القلق ويذوب الخوف، ويحل محلهم شعور بالأمان الداخلي. إنها أشبه بمرفأ آمن ترسو فيه سفينة القلب بعد أن أنهكتها عواصف الحياة.

كيف نصل إلى الهدوء والطمأنينة؟

التأمل والذكر: لحظات الصمت الممزوجة بذكر الله قادرة على شفاء الاضطراب الداخلي، وبث النور في القلب.

البساطة في الحياة: كلما ابتعد الإنسان عن التعقيد واللهاث وراء المظاهر، اقترب أكثر من سكينة الروح.

التوازن بين العمل والراحة: لا يمكن لعقل مرهق وجسد متعب أن يختبرا الهدوء. الراحة ليست ترفًا بل ضرورة.

التسامح: حين نغفر لأنفسنا وللآخرين، نحرر القلب من ثقل الغضب ونفتح الباب للطمأنينة.

قيمة الهدوء في زمن الضوضاء

في عصر السرعة والتشتت، يصبح الهدوء موقفًا ثوريًا ضد الضجيج. هو رسالة تقول: “لن أدع العالم يسرق سلامي الداخلي”. الهدوء يمنح صاحبه قوة خفية، قوة تنبع من الثبات لا من الصخب، من الحكمة لا من العجلة.

الطمأنينة… هدية لمن يبحث عنها

الطمأنينة لا تُشترى ولا تُباع، بل هي ثمرة رحلة داخلية يقوم بها كل إنسان بصدق. وقد قال الحكماء: “من عرف نفسه عرف السلام”. فمعرفة الذات هي الطريق الأقرب لطمأنينة الروح، لأنها تقودنا لفهم احتياجاتنا الحقيقية بعيدًا عن الأوهام.

في النهاية، يظل الهدوء والطمأنينة حلمًا وغاية، ولكنهما أيضًا اختيار يومي. حين يقرر الإنسان أن يزرع السكينة في قلبه، يجد أن العالم كله يلين ويهدأ من حوله. الهدوء قوة صامتة، والطمأنينة نعمة ربانية، ومن امتلكهما امتلك كنزًا لا يفنى.

الهدوء والطمأنينة… رحلة الروح إلى السلام الداخلي

الهدوء والطمأنينة… رحلة الروح إلى السلام الداخلي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *