البجـاحة تتحول إلى أسلوب حياة على الطرق العامة
بقلم/ رضوان شبيب
في مشهد صادم ضرب كل الأعراف عرض الحائط، شهد أحد محاور القاهرة واقعة فعل فاضح داخل سيارة، تم توثيقها بعدسة مواطن، لتتحول الواقعة من انحراف أخلاقي إلى قضية رأي عام أشعلت الغضب على منصات التواصل الاجتماعي.
الأخطر من الفعل ذاته كان ردّ المتهم على المصور، حين تطاول بعبارات بذيئة قائلاً: “الفيديو ده اديه لأمك، وأنا مش يهمني”، في تحد فج للقانون وللمجتمع معًا، بما يعكس حالة من الانحدار القيمي وانعدام الحياء، الأمر الذي وصفه خبراء بأنه ناقوس خطر على السلوك العام.
تحرك أمني سريع
مباحث الآداب ألقت القبض على الشاب والفتاة و احالتهم إلى النيابة العامة، التي باشرت التحقيق بتهمة ارتكاب فعل فاضح علني وفقًا للمادة (278) من قانون العقوبات، والتي قد تصل عقوبتها إلى الحبس أو الغرامة. كما شملت التحقيقات فحص ملابسات تصوير الفيديو ونشره، للتأكد من دوافعه وعدم استغلاله بشكل يضر بالمجتمع.
بين التعليمات الرسمية ودور المواطن
الجهات الرسمية كانت واضحة في أكثر من مناسبة: لكل مواطن الحق في توثيق أي فعل مخل أو مخالفة للقانون باعتباره مشاركة إيجابية في كشف الفساد وحماية المجتمع، إلا أن التعليمات تشدد في الوقت ذاته على تسليم هذه الأدلة إلى الأجهزة المختصة فقط، وعدم نشرها عبر وسائل التواصل التي قد تحوّلها إلى أداة للتشهير أو نشر الفوضى الأخلاقية.
رؤية اجتماعية ودينية
الدكتور سامي عبد الغفار
أستاذ علم الاجتماع
أوضح أن ما جرى يكشف عن خلل واضح في الضبط الاجتماعي، حيث تحول الفعل الفاضح من الخفاء إلى العلن في استهانة بالمجتمع والقانون، داعيا إلى تشديد الردع القانوني بجانب إعادة غرس قيم الانضباط والحياء.
فيما أكد الشيخ مصطفى عبد السلام ، من علماء الأزهر الشريف أن ما حدث يدخل في باب المجاهرة بالمعصية، وهو أشد إثما من فعلها في الخفاء، مطالبا بردع قانوني و مجتمعي يردع كل من تسول له نفسه اختراق منظومة القيم، وداعيا الأسر إلى رقابة أكبر على أبنائهم.
رسالة إلى الشباب
إن الحرية لا تعني الفوضى، ولا تعطي لأحد الحق في خرق القوانين أو ازدراء القيم. والواجب على كل شاب وفتاة أن يدركوا أن احترام المجتمع يبدأ من احترام أنفسهم، وأن البجـاحة ليست شجاعة، بل سقوط يجر صاحبه إلى دائرة القانون و الفضيحه.
البجـاحة تتحول إلى أسلوب حياة على الطرق العامة
