في مشهد يعبر عن انهيار القيم التربوية وغياب الرقابة داخل ما يسمى بالـسناتر التعليمية”، ظهرت سيدة تدعى سماح صبحي، تقدم للطلاب على أنها معلمة فلسفة ومنطق وعلم نفس واجتماع، وهي تقف على منصة أحد المراكز التعليمية في الإسكندرية، لتلقي على طلابها جملة صادمة تقول فيها:
كل الرجالة اندال ،،!
كلمات لا تمت للتعليم أو الفلسفة بصلة، بل تمثل انحدارا أخلاقيا و سقوط مهنيا مدويًا لمعلمة من المفترض أن تكون قدوة في الوعي والعقل والمنطق. كيف تعلم الأجيال التفكير السليم وهي تزرع الكراهية والتحريض على فئة كاملة من المجتمع؟!
ما حدث ليس زلة لسان، بل كارثة فكرية وتربوية تعكس غياب الضوابط داخل السناتر التي تحولت إلى مسرح الغرور والادعاء والشهرة الرخيصة على حساب عقول أبنائنا. هذه السيدة لم تكتف بتشويه المعنى الحقيقي للفلسفة، بل أساءت إلى مهنة التعليم، وإلى كل معلم شريف يؤدي رسالته بضمير.
هل وصل بنا الحال إلى أن تصبح المنابر التعليمية ساحات استعراض و تهريج؟
أين وزارة التربية والتعليم من هذه المهزلة؟
أين نقابة المعلمين من مثل هذه النماذج التي تهدم القيم وتنشر الفكر المريض بين الطلاب؟
المجتمع لم يعد يحتمل هذا التلوث الفكري الذي يرتدي عباءة التعليم. المطلوب الآن تحقيق عاجل وإيقاف فوري لكل من يعبث بعقول الشباب تحت شعار التدريس.
إن من يتلفظ بهذه العبارات لا يصلح أن يكون معلما، بل خطرا على الأجيال القادمة.
لقد آن الأوان لإعادة الهيبة إلى المعلم الحقيقي، وتطهير الساحة من كل من حول الدروس الخصوصية إلى منصات الابتذال والتشهير والتحريض.
فالتعليم رسالة سامية، لا تؤدي بالألفاظ السوقية ولا بالمواقف المستفزة، بل بالعقل والحكمة والقدوة الحسنة.
بيان ومطالبة رسمية
يطالب الصحفي رضوان شبيب الجهات المعنية، وعلى رأسها وزارة التربية والتعليم ونقابة المعلمين، بفتح تحقيق عاجل وشامل في الواقعة، ومراجعة تراخيص السناتر التعليمية التي تسمح بوجود مثل هذه النماذج المنفلتا داخل قاعاتها.
كما يطالب بإصدار ميثاق شرف تربوي يلزم كل من يمارس مهنة التدريس – داخل أو خارج المؤسسات الرسمية – باحترام القيم التربوية والأخلاق العامة، حماية لعقول أبنائنا وصونا لهيبة المعلم الشريف.