
أميرة السقوط
الأديب الشاعر / خالد الجمال
أميرة السقوط
احتوت صالح الأمنيات ,
في ربيع الغد القادم ,
فقبل أن يهلكه الخضوع أراد لأبنائه الحياة ,
إدرك إنه لابد أن تصقل العقول وتضئ القلوب .
فالأيام تسبق اللحظات ,
تسرق العمر منه ,
ويحل عليه الوهن ,
ويغرق في بئر الشيب دون أن يحقق غاية أو يفعل فعلاً يحفظه الزمان له .
لقد أطفأ شمعة شبابه في خدمة الأميرة , التي لم يعرف لها أصلا سوى إنها الاميرة , ويعترف بها مثلما اعترف بها الآخرون .
أرتسمت فرحة على وجوه أبناء صالح , ونورت الملامح , لما يحمل صالح من كتب قيمة , تحمل تراث الفكر وشغف المعرفة .
تناولته عيونهم بشغف , واستقبلته قلوبهم بحب .
واشتاق ” صالح ” لاستلام تقارير موجزة لكل كتاب , يقرأه ابن من أبنائه .
وأعد الجائزة لمن يجيد هضم السطور , بعد حين أشرقت الحواس , وفاز من فاز , وانجبت الجوائز جوائز .
دب الخوف في قلب الأميرة ,
واهتز القلب الشامخ , واخفت هذا القلق خلف ابتسامة زائفة , لتخبئ الضعف خلفها مما سيكون عليه أبناء ” صالح ” .
ففي ليلة ماكرة وعن قصد , التقت الاميرة بصالحا , تلقي عليه نظرات الغموض , تسأله في صمت .. كيف ترى الغد ؟ .
ابتسم صالح حينما أغدقت الاميرة أموالها عليه تشجعه على ما يفعل مع أبنائه ,
ارتوت أسارير ” صالح ” بهجة من كرم الأميرة ورقي فكرها .
فخرج من قصرها راقص القلب ,
مطمئن اللب , مكتظ الجيوب ,
ولا يعلم لماذا هذا الفيض من الأميرة التي لم يكن لها أوصال داخل هذا الوطن .
ولا يعلم أن الأميرة أمرت باستدعاء صناع الزيف وفتحت لهم الخزائن لترويج أفكارها .
رقصت حروف الأميرة في المطابع , وعلقت المشانق للحروف القديمة ,
اسودت أعماق الكتب رغم الألون الكثيرة ,
رغم الغلاف الجميل , بثمن بخس , اشترى أبناء ” صالح ” ما استطاعوا أن يحملوا من الكتب مبهورين بالأعلام الكبار . بالأوراق الحديثة .
وخدرت صالحا المفاجأة بعد استلام تقارير الأبناء المتشابهة لكتب مختلفة وكأنها لكتاب واحد .
انسحبت العلوم من أوراقها ,
اصبحت خاوية الروح , فجرها مصنوع .
قص ” صالح ” على الأميرة ما حدث , ثارت واستنكرت , ووعدت بأن الامر سيكون في دائرة النقاش والبحث ولا داعي للقلق .
صالح استمر في شراء الكتب ,
وقدمت المساعدات لشراء المزيد ,
دعت بنات ” صالح ” لحفل مهيب في القصر العالي , قصر الأميرة ,
وأغرتهن بالبقاء في عالم القصر وارتوين من فيض الأميرة ,
وخيم الغيم على عقول أبناء صالح ,
وتسرب إليها الشلل
وصالح ينتظر ……!!؟