الرئيسيةمقالاتحروب قبيلة أسد وذبيان وسائر بطون غطفان
مقالات

حروب قبيلة أسد وذبيان وسائر بطون غطفان

حروب قبيلة أسد وذبيان وسائر بطون غطفان

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله شرح صدور المؤمنين فانقادوا لطاعته، وحبب إليهم الإيمان وزينه في قلوبهم، فلم يجدوا حرجا في الإحتكام إلى شريعته، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله وسلم وبارك عليه، وعلى آله وصحبه، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، ثم أما بعد ذكرت المصادر التاريخية الكثير عن قيس بن زهير بن جذيمة العبسي صاحب الفرسين داحس والغبراء، وقيل أنه لما قتل مالك ين زهير أخو قيس، والغلامان إبني ريان بن الأسلع بن سفيان، إشتدت الحرب بين الفريقين وأكثرها في فزارة ومن معها، ففي بعض الأيام التقوا فإقتتلوا قتالا شديدا ودامت الحرب بينهم إلى آخر النهار، وأبصر ريان بن الأسلع زيد بن حذيفة فحمل عليه فقتله وإنهزمت فزارة وذبيان. 

وأدرك الحارث بن بدر فقتل ورجعت عبس سالمة لم يصب منها أحد، فلما قتل زيد والحارث جمع حذيفة جميع بني ذبيان وبعث إلى أشجع وأسد بن خزيمة فجمعهم، فبلغ ذلك بني عبس فضموا أطرافهم، وأشار قيس بن زهير بالسبق إلى ماء العقيقة، ففعلوا ذلك وسار حذيفة في جموعه إلى عبس ومشى السفراء بينهم، فحلف حذيفة أنه لا يصلح حتى يشرب من ماء العقيقة، فأرسل إليه قيس منه في سقاء وقال لا أترك حذيفة يخدعني، وإصطلحوا على أن تعطي بنو عبس حذيفة ديات من قتل له، ووضعوا الرهائن عنده إلى أن يجمعوا الديات، وهي عشر وكانت الرهائن إبنا لقيس بن زهير، وإبنا للربيع بن زياد، فوضعوا أحدهما عند قطبة بن سنان والآخر عند رجل من بكر بن وائل أعمى، فعير بعض الناس حذيفة بقبول الدية، فحضر هو وأخوه حمل عند قطبة بن سنان والبكري. 

وقالا إدفعا إلينا الغلامين لنكسوهما ونسرحهما إلى أهلهما، فأما قطبة فدفع إليهما الغلام الذي عنده وهو ابن قيس، وأما البكري فإمتنع من تسليم من عنده، فلما أخذا إبن قيس عادا فلقيا في الطريق إبنا لعمارة بن زياد العبسي وابن عم له، فأخذاهما وقتلاهما مع إبن قيس، فلما بلغ ذلك بني عبس أخذوا ما كانوا جمعوا من الديات، فحملوا عليه الرجال وإشتروا السلاح، ثم خرج قيس في الجماعة فلقوا إبنا لحذيفة ومعه فوارس من ذبيان فقتلوهم، فجمع حذيفة وسار إلى عبس، وهو على ماء يقال له عراعر، فاقتتلوا فكان الظفر لفزارة ورجعت سالمة، وجد حذيفة في الحرب وكرهها أخوه حمل وندم على ما كان، وقال لأخيه في الصلح فلم يجب إلى ذلك، وجمع الجموع من أسد وذبيان وسائر بطون غطفان وسار نحو بني عبس، فإجتمعت عبس وتشاوروا في أمرهم. 

فقال لهم قيس بن زهير إنه قد جاءكم ما لا قبل لكم به وليس لبني بدر إلا دماؤكم والزيادة عليكم، وأما من سواهم فلا يريدون غير الأموال والغنيمة والرأي أننا نترك الأموال بمكانها ونترك معها فارسين على داحس وعلى فرس آخر جواد ونرحل نحن ونكون على مرحلة من المال فإذا جاء القوم إلى الأموال سار إلينا الفارسان فأعلمانا وصولهم، فإن القوم يشتغلون بالنهب وحيازة الأموال وإن نهاهم ذوو الرأي عن ذلك فإن العامة تخالفهم وتنتقض تعبيتهم، ويشتغل كل إنسان بحفظ ما غنم ويعلقون أسلحتهم على ظهور الإبل ويأمنون، فنعود نحن إليهم عند وصول الفارسين فندركهم وهم على حال تفرق وتشتت فلا يكون لأحدهم همة إلا نفسه، ففعلوا ذلك وجاء حذيفة ومن معه فإشتغلوا بالنهب، فنهاهم حذيفة وغيره فلم يقبلوا منه، وكانوا على الحال الذي وصف قيس، وعادت بنو عبس. 

وقد تفرقت أسد وغيرهم، وبقي بنو فزارة في آخر الناس، فحملوا عليهم من جوانبهم فقتل مالك بن سبيع التغلبي سيد غطفان وإنهزمت فزارة وحذيفة معهم وانفرد في خمسة فوارس وجد في الهرب.

حروب قبيلة أسد وذبيان وسائر بطون غطفان

حروب قبيلة أسد وذبيان وسائر بطون غطفان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *