قصة

وإن ضاع حلمي... فما ضاعت رحمة ربي

🌟 “وإن ضاع حلمي… فما ضاعت رحمة ربي” 🌟

بقلم /إلهام عابد شاهين✍️

هي قصة حقيقية مستوحاة من تجربتي الشخصية، حيث كنت أحلم منذ طفولتي بأن أصبح طبيبة، أُسخّر علمي لخدمة الفقراء والمرضى، وأفتح أبوابًا من الرحمة قبل العلاج.
اجتهدت كثيرًا، وسهرت الليالي، لكن لحظة إعلان نتيجة التنسيق كانت صدمة عمر… لم أبلغ ما كنت أطمح إليه، وسقط الحلم فجأة.

لكنني لم أسقط أنا.
وها أنا أشارككم اليوم هذه القصة، التي ليست فقط عن حلم ضاع، بل عن أمل وُلد من رحم الألم، وعن رحمة ربنا التي وسعت كل شيء.

✨ القصة ✨

من وهي صغيرة، كانت بتحلم تكون دكتورة… مش بس عشان تلبس البالطو الأبيض أو تتسمّى “دكتورة”،
لكن عشان تعالج الناس الغلابة، تخصص أيام للكشف المجاني، تداوي قلوب قبل الأجساد…
كانت بتقول لنفسها:
“مافيش حد هيمشي من عندي شايل همّ الدواء، أهم حاجة صحتهم، وربنا هو الرزّاق.”

🌿 مشهد 1 – عهد على الحيطة:
كانت إلهام وهي بتذاكر، تحط ورقة على الحيطة مكتوب فيها بخطها الكبير:
“أنا هبقى دكتورة… علشان أعالج الناس اللي محدش بيسمع أنينهم.”
وكل مرة تعيّط من التعب، تبص للورقة دي… وتقوم تذاكر تاني.
كانت بتحس إن ربنا شايفها، وإن الورقة دي مش بس حلم… دي عهد ما بين قلبها وربنا.

كبر الحُلم معاها، وكبر التعب.
كانت بتسهر وتذاكر، تصلي وتدعي، وتعلّق اسم “كلية الطب” قدام عينيها…

وجاء اليوم اللي استنّته سنين…
يوم النتيجة.
من أول لحظة صحيت، كانت على سجادتها، تبكي وتدعي:
“يا رب جبر الخاطر، يا رب الطب من عندك…”
أهلها فرحانين، قرايبها بيجوا يباركوا… متأكدين إنها هتدخل طب.

لكن لما فتحت نتيجة التنسيق…
الدنيا اتكهربت.
الصمت ملى المكان…
الدموع نزلت قبل ما عينها تقرا.
“ما جبتش طب.”

الصدمة خبطت قلبها، الحلم انهار فجأة.
وركعت على سجادتها… تبكي كأنها بتنزف،
وتقول في صمت:
“ليه يا رب؟ ده حلمي… ده عمري كله.”

مرّ اليوم بصعوبة،
والتاني أصعب…
كانت بتقلب في تليفونها من غير نفس، ولا حتى دمعة،
لحد ما شافت فيديو غيّر كل حاجة.

عشرة صحاب…
تسعة دخلوا طب، والعاشر – أشطرهم – ما جابش،
دخل كلية تجارة…
الناس ضحكت عليه، قالوا: “فشل”، حتى صحابه بعدوا عنه.
بس الدنيا دارت…
وتخرج قبلهم،
وبقى عنده مستشفيات،
وصحابُه اشتغلوا عنده.

🌿 مشهد 2 – الوقفة قدام المراية:
قامت إلهام من مكانها، مسحت دموعها،
وقفت قدام المراية لأول مرة من يوم النتيجة،
بصّت لنفسها وقالت بصوت عالي:
“يمكن ربنا ما كتبليش ألبس البالطو الأبيض…
بس أكيد كتبلي ألبس بدلة النجاح اللي بتلبسها القلوب القوية!”

من هنا بدأت الرحلة من جديد…
دخلت كلية التجارة،
ولقيت فيها دكاترة قلوبهم طيبة،
وجوّها دافي… حسّت إن ربنا بيسندها من جديد.

اشتغلت على نفسها،
اتعلمت، اشتغلت، ساعدت، سجدت، دعت…
وما نسيتش حلمها القديم:
“مش لازم أكون طبيبة عشان أساعد…
ممكن أكون أي حاجة، بس أكون رحمة تمشي على الأرض.”

🌿 مشهد 3 – تعب الأيام:
كانت بتروح وتيجي وهي مرهقة،
بس كل يوم ترجع تقول لنفسها:
“أنا تعبانة… بس ماشية في طريق النجاح…
وفي الآخر، هرتاح وسط فرحة الناس اللي هساعدهم.”

كبرت… ونجحت… وبقى عندها اسم يتهزله الكيان.

إلهام…
مش بس بنت كانت بتحلم بالطب.
لكنها دلوقتي صاحبة أكبر مستشفى في محافظة سوهاج،
وصاحبة أكبر سلسلة شركات في الوطن العربي.

والأجمل؟
لسه فاتحة بابها لكل مريض غلبان،
ولسه بتقول:
“ما تشيلش همّ الفلوس، أهم حاجة صحتك… وأنا هنا علشانك.”

🌿 مشهد 4 – منصة التكريم:
وفي افتتاح آخر فرع من فروع شركتها في القاهرة،
طلعت إلهام على المسرح، قدام الصحافة والناس،
وقالت كلمة بسيطة:

“أنا مكنتش أبقى اللي أنا عليه النهارده…
لولا إني وقعت في يوم… وربنا جبرني وأنا على الأرض.”

إلهام ما حققتش حلمها القديم…
لكنها صنعت حلم جديد،
كان أعظم… أوسع… وأنقى.

علّمت الناس إن الضربة اللي ما قتلتنا، بتعلّمنا نطير،
وإن رحمة ربنا أوسع من كل حلم ضاع.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى