الإخراج الصحفي:_
المفهوم، الأهمية، والقوالب الصحفية
كتبت: ساهرة رشيد/ العراق
في مقابلة صحفية مع أستاذ الإعلام
أ.م.د.رياص محمد كاظم والحديث عن اهمية الاخرج الصحفي
قال يُعدّ الإخراج الصحفي أحد المكونات الأساسية في العملية الإعلامية المتكاملة، إذ يجمع بين البعد الجمالي والبعد الاتصالي، ويهدف إلى تقديم المادة الصحفية بصورة تسهّل عملية القراءة وتُبرز مضمونها بأسلوب بصري منسجم. فهو ليس مجرد ترتيب للعناصر داخل الصفحة، بل هو فن وعلم يعبّر عن هوية المطبوعة، ويُسهم في بناء جسر تواصلي فاعل بين الصحيفة وجمهورها.
ويُعرّف أستاذ الإعلام (د.رياض) الإخراج الصحفي بأنه:
“الأسلوب الذي تُنظَّم من خلاله المواد الصحفية على الصفحة بغية تحقيق وحدة شكلية ومضمونية، تضمن للقارئ فهمًا بصريًا سريعًا وقراءة ممتعة للمحتوى”.
مضيفا أن الإخراج الصحفي أصبح اليوم “لغة بصرية ناطقة، لا تقل أهمية عن النص المكتوب، لما لها من قدرة على توجيه انتباه القارئ وترسيخ الرسالة الإعلامية في ذهنه. فالتصميم الجيد للصفحة الصحفية يُعدّ، بحسب المختصين، الانطباع الأول الذي يُكوِّنه القارئ عن جودة الصحيفة ومهنيتها.
موضحا مفهوم الإخراج الصحفي ووظائفه والإخراج الصحفي هو العملية التي يُعاد من خلالها تنظيم المادة الصحفية وفق اعتبارات جمالية ووظيفية، بهدف إبراز الأهمية النسبية لكل مادة على الصفحة. وتشمل هذه العملية توزيع العناوين، وتنسيق الصور، واختيار الخطوط والألوان، واستخدام المساحات البيضاء بشكل متوازن.
ومن أبرز وظائف الإخراج الصحفي:
1. الجذب البصري: استقطاب القارئ من خلال الترتيب الجاذب للعناصر.
2. التنظيم المعلوماتي: تسهيل عملية التصفح من خلال إبراز التسلسل المنطقي للأخبار.
3. التعبير عن هوية المطبوع: إذ يعكس الإخراج شخصية الصحيفة واتجاهها المهني.
4. تعزيز الرسالة الاتصالية: عبر تحويل المضمون إلى خطاب بصري مؤثر يدعم المحتوى التحريري.
منوها عن أسس الإخراج الصحفي الناجح
لكي يتحقق الإخراج الصحفي بصورة مهنية، ينبغي أن يلتزم المخرج بعدد من القواعد الفنية، منها:
التوازن البصري في توزيع العناصر على الصفحة.
التناسق في الألوان والخطوط بما ينسجم مع الطابع العام للمطبوع.
تحديد أولويات المواد وفق قيمتها الإخبارية وأهميتها التحريرية.
وضوح التسلسل البصري بحيث ينتقل القارئ من العنوان إلى الصورة ثم إلى المتن بانسيابية.
مشيرا إلى أن الإخراج الصحفي الجيد لا يقوم على المهارة التقنية فحسب، بل يعتمد أيضًا على الفكر الصحفي الواعي الذي يدرك طبيعة المادة وأولوياتها التحريرية.
موضحا أهمية القوالب الصحفية وأثرها في الإخراج
إذ، تُعدّ القوالب الصحفية الإطار الذي تُعرض من خلاله المادة الإعلامية، ويُسهم اختيار القالب المناسب في تحقيق الإخراج الفعّال للمحتوى. ومن أهم هذه القوالب:
1. الخبر الصحفي: يقدم المعلومة بشكل سريع وموضوعي، ويُفضل أن يُعرض بتصميم بسيط يبرز العنوان والمصدر.
2. التقرير الصحفي: يتطلب مساحة أوسع تسمح بالتحليل والسياق، وغالبًا ما تُستخدم فيه الصور والخرائط التوضيحية.
3. التحقيق الصحفي: يحتاج إلى إخراج متنوع يجذب القارئ لمتابعة التفاصيل، ويُراعى فيه التنوع البصري.
4. المقال الصحفي: يُقدَّم بتصميم متوازن يمنح الكاتب مساحة للتعبير دون تشويش بصري.
رابعًا: الإخراج الصحفي في البيئة الرقمية
مع تطور الإعلام الرقمي، لم يعد الإخراج مقتصرًا على الصحافة الورقية، بل امتد إلى المنصات الإلكترونية التي تتطلب تصاميم تفاعلية تراعي تجربة المستخدم وسهولة التصفح. وأصبح المخرج الصحفي اليوم مطالبًا بفهم أدوات التصميم الرقمي والوسائط المتعددة، ليتحول الإخراج من شكلٍ ثابت إلى تجربة بصرية متحركة وتفاعلية.
معرجا إن الإخراج الصحفي يمثل اليوم ركيزة أساسية في صناعة الإعلام المعاصر، لأنه يجمع بين المضمون والتحليل، الشكل والمعنى، الكلمة والصورة. وكما يؤكد ا.م.د كاظم
“المخرج الصحفي ليس منفذًا بصريًا فحسب، بل هو مؤلف ثانٍ للنص، يترجمه بلغة العين كما يترجمه الصحفي بلغة القلم.”
وعليه، فإن فهم الإخراج الصحفي وإتقانه يُعدّ من أهم مهارات طلبة الإعلام في عصر تتسارع فيه الصورة أكثر من الكلمة.