الرئيسيةمقالاتمع حديث الجمعة 
مقالات

مع حديث الجمعة 

مع حديث الجمعة 

 مع حديث الجمعة 

 

بقلم : السعيد عبدالعاطي 

 

 من فضل الله على عباده 

قال تعالى :

” وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا “

 سورة النساء 

أيها القارىء الكريم و الصديق الحميم ٠٠

في البداية نجد أن الله تعالى خلق الإنسان لعبادته و سخر له كل ما في الكون لخدمته و ضمن له الرزق و ينزله بقدر لحكمة بالغة هكذا ٠٠

و من ثم جعل له تكاليف و خصه بأوامر و نواهي و أرسل له الأنبياء و المرسلين و معهم الكتاب للهداية إلى الصراط المستقيم ٠٠

و بشرهم بالجنة و حذرهم من النار و قد منحهم العقل من قبل لكي يعي صاحبه النظر و العلم لمعرفة الله عز وجل ٠٠  

و بعد فرض العبادة الواجبة ، هداه إلى نوافل للتطوع للمزيد من فضله و بها تتضاعف الحسنات بجانب الفرائض و هذا من فضل الله على الناس ، و الفضل الذي أراه نعمة عظيمة أيضا هو أننا نذنب و نرتكب الصغائر و الكبائر معا فنتوب فيغفر لنا و يرحمنا و يقبلنا إليه و يفرح بعودتنا و هذه من باب رحمته الواسعة لعباده ، كما إنه يعاملنا بالفضل لا بأعمالنا التي لا تستوجب المنة و العطاء ٠٠

و أرى أن الإنسان محفوف بنعم لا تعد و لا تحصى و لا يظلم ربنا الخلق مطلقاً فهو الحكم العدل الحق المتفضل بالجود و الكرم ٠٠

و حتى لا نطيل في السرد و العرض نعود لنجمل فكرة عنوان الحديث السابق ٠٠

و بعد قصة الخلق و الرزق و الدعوة إلى العمل الصالح ٠٠

من عبادة و ذكر و دعاء و غير ذلك حيث تتضاعف الحسنات و يمحو بالطاعة السيئات و هذا أكبر دليل على فضل الله على رسوله و عباده أجمعين ٠٠

و هنا نتوقف مع عبادة الله بذكر نِعمه وأفضاله، كما جاء في خاتمة آية كريمة من سورة النساء في قوله تعالى :

( وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا ) محاولا تذكر نعم وأفضال الله تعالى، عسـى أن يتوقف الإنسان عن الشر و المعاصي و الذنوب و يعود بفضل الله إلى الحق حيث الخيرات و ترك المنكرات لعل الله يتقبلنا قبولا حسنا ٠

و هذا الفضل أكبر نعمة بعد الطاعة التي ننال عليها الدرجات الرفيعة بالتأكيد ٠٠

تذكيرا بالكرم والفضل الإلهي المستوجب للشكر و العرفان بأثر النعمة بلا حدود ، و هذه نعمة واحدة لا نستطيع إتيان شكرها ، و ثمة نعم لا نقدر على الإحصاء لها و مدى فوائدها المادية و المعنوية يطول شرحها و تحتاج إلى عدة مقالات لاحقا ٠

معنى كلمة “الفضل” : 

– لغويا : زَادَ عَلى الحَاجَة.

“وَزَّع ما فَضَل من مَالِه على الفُقراء” بَقي ” ضَل معه بعض المال” ٠

– الفضل اصلاحا :

يدور حول الزيادة في الخير أو الشيء عن الحد المطلوب أو الضروري، وهو أيضاً الإحسان والزيادة ٠

فالتقوى و حُسن الخُلق من أعظم الفضل على الإنسان فمنحة و منة و عطاء بلا حدود و بلا مقابل ٠٠

و لله در القائل ابن ليون التجيبي :

 لا يعـرف الفضـل لأهـل الفضـل

إلا أولو الفضل من أهل العقل

هيهات يدري الفضل من ليس له

فضـل ولـو كان من أهل النبل ٠

وأحسن ما يُدعى به لصاحب الفضل من باب الشكر و الثناء عند تقديم المعروف و الخير لوجه الله ٠٠

أن يقال له: “جزاك الله خيرا”

و على أية حال يذكرنا الله بقوله عز وجل (ولا تنسوا الفضل بينكم) و هذه أعظم قاعدة كما يقولون بأنها كفيلة بألا تجعلك لا تخسر الكثير من الناس قاعدة تظهر معدنك تظهر اصلك وما تربيت عليه تظهر قلبا نقيا يحمل المعروف والفضل لاهل الفضل وتبعد عنك أن تكون ناكرا للجميل جاحد للمعروف ٠ 

و من ثم كان التقييد للنعم بالشكر ضمانا للاستزادة تحقيقا لقوله تعالى:

( وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ) ٠

” سورة إبراهيم، الآية ٧ “

و الخلاصة : فالأصل هو الإقبال على الله تعالى بما يليق بجلاله وسلطانه. 

و ما أطيب نعمة الستر و الصحة و العافية و الهداية و الرزق و المال و الولد و الأمن و التوفيق في عمل الخير و رضا الله و حب الناس و غير ذلك ٠٠

و ها هو سيدنا أبو بَكرٍ الصِّدِّيقُ رضي الله عنه

كما جاء في صحيح الترمذي ، إنه قام على المنبرِ ثمَّ بَكـى، فقالَ: قامَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّه عليه وسلم عامَ الأوَّلِ على المنبرِ ثمَّ بَكـى، فقالَ: “سلوا اللَّهَ العفوَ والعافيةَ، فإنَّ أحدًا لم يُعطَ بعدَ اليقينِ خيراً منَ العافيةِ”.

و في النهاية لابد أن نعلم كل هذه النعم بفضل الله تعالى و توفيقه و حوله و قدرته ، و ليس مكتسب بسعيك المحض و لكنها أسباب تجعلنا نعرف حقيقة الفضل و الثناء و الشكر من باب صنع المعروف تطبيقيا على أرض الواقع من خلال آداب التعامل قولا و عملا دائما ٠

فيا رب ارزقنا الفضل آمين ٠

و على الله قصد السبيل ٠

مع حديث الجمعة

مع حديث الجمعة 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *