القاهرة تستضيف مؤتمرًا فلسطينيًا شاملًا لبحث مستقبل غزة وسلاح حماس
القاهرة: أشرف ماهر ضلع
تستعد العاصمة المصرية القاهرة خلال الأيام المقبلة لاستضافة مؤتمر وطني فلسطيني شامل، يجمع معظم الفصائل الفلسطينية، وعلى رأسها حركتا فتح وحماس، لمناقشة مستقبل قطاع غزة بعد توقيع اتفاق وقف إطلاق النار، وبحث الترتيبات السياسية والإدارية والإنسانية لليوم التالي للحرب.
وأكدت مصادر فلسطينية لموقعي العربية نت والحدث نت أن المؤتمر، الذي يجري التحضير له بإشراف مباشر من القيادة المصرية، يهدف إلى توحيد الصف الفلسطيني، وإنهاء حالة الانقسام، ووضع رؤية مشتركة لإدارة المرحلة المقبلة بما يضمن تحسين الأوضاع الإنسانية والخدمية داخل القطاع.
كما سيبحث المشاركون — وفق المصادر — ترتيب الأوضاع داخل الفصائل وعلى رأسها حماس، بالإضافة إلى إعادة تأهيل منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية لتواكب متطلبات المرحلة الجديدة، وسط تأكيد مصري على أهمية التوافق الوطني وضمان مشاركة الجميع في صناعة القرار الفلسطيني.
من جانبه، أوضح اللواء محمد المصري، رئيس المركز الفلسطيني للبحوث والدراسات الإستراتيجية، أن مؤتمر القاهرة لن يناقش تشكيل الهيئة الإدارية الجديدة لغزة، إذ تم الاتفاق مسبقًا بين مصر والسلطة الفلسطينية والفصائل على الأسماء المرشحة لتلك الهيئة، وعددها 15 شخصية من التكنوقراط الفلسطينيين المقيمين في غزة، يشرف عليهم الدكتور ماجد أبو رمضان نائب رئيس الوزراء ووزير الصحة الفلسطيني.
وأشار المصري إلى أن مسألة سلاح حماس مطروحة للنقاش في إطار تحرك دبلوماسي عربي ودولي موسّع، مبينًا أن هناك مقترحات لتجميد السلاح أو وضعه في مستودعات محددة تحت إشراف مصري أو عربي، في إطار ضمانات تحفظ الأمن دون المساس بالسيادة الفلسطينية.
وأكد المصري أن القرار النهائي حول مستقبل القطاع يجب أن يكون بيد الفلسطينيين أنفسهم، موضحًا أن الدول العربية تتعامل رسميًا مع الشرعية الفلسطينية الممثلة في السلطة الوطنية ورئيسها محمود عباس، وأن الدعم الدولي المتزايد من دول كالسعودية وفرنسا وبريطانيا وأستراليا يعزز موقع السلطة ويدعم الاعتراف بالدولة الفلسطينية.
وفي السياق ذاته، كشف الدكتور أحمد رفيق عوض، رئيس مركز القدس للدراسات، أن المؤتمر سيناقش أيضًا ترتيبات الأمن الداخلي في غزة، بما في ذلك تشكيل شرطة فلسطينية تتولى حفظ الأمن تحت إشراف عربي ودولي، مضيفًا أن حماس أبدت استعدادًا لمناقشة فكرة تسليم السلاح إلى جهة فلسطينية موثوقة.
وأشار عوض إلى أن الحوار الفلسطيني المنتظر يحتاج إلى دعم عربي شامل ورعاية مصرية ثابتة، موضحًا أن مصر بدأت بالفعل تدريب كوادر الشرطة الفلسطينية، وتعمل على تشكيل لجنة عليا لإدارة القطاع في المرحلة الانتقالية.
ويأتي هذا المؤتمر بعد مفاوضات مكثفة جرت في مدينة شرم الشيخ بمشاركة مصر وقطر والولايات المتحدة وتركيا، أفضت إلى اتفاق المرحلة الأولى من الخطة الأميركية لوقف الحرب في غزة، وهو ما اعتبرته الأوساط السياسية خطوة أولى نحو تثبيت الهدوء وفتح مسار سياسي شامل يضع أسس السلام والاستقرار في المنطقة.
مصر، كعادتها، تؤكد أن البوصلة ما زالت عربية، وأن صوتها في السعي نحو السلام أقوى من ضجيج المدافع.
القاهرة تستضيف مؤتمرًا فلسطينيًا شاملًا لبحث مستقبل غزة وسلاح حماس