مع كولومبيا ضد نوبل المزيف.. وغزة تكسر أسطورة إسرائيل
بقلم نبيل أبوالياسين
في لحظة تاريخية فارقة، حيث يعود الأمل ليشرق من بين ركام غزة التي عانت أبشع جريمة إبادة جماعية في العصر الحديث، وفي ظل نضال إنساني مستمر خرجت من رحمه احتجاجات عالمية جابت مدن الكرة الأرضية منددة بالصمت الدولي المشين، يطل نبيل أبوالياسين، رئيس منظمة الحق الدولية لحقوق الإنسان والباحث في الشأن العربي والدولي، المعروف بمواقفه الثابتة والداعمة للقضايا العادلة حول العالم،
ببيان صحفي يهز ضمير العالم. بيان يشكل وثيقة إدانة لدول انحازت للجلاد ضد الضحية، وشهادة حق في زمن طغت فيه السياسة على الإنسانية، معلناً تحولات جذرية في الموازين الدولية لم يعد ممكناً تجاهلها.
أولًا: نوبل للسلام.. من وسام الشرف إلى أداة سياسية مشوهة
وأكد أبوالياسين بحزم أن جائزة نوبل للسلام فقدت مكانتها الحقيقية ومصداقيتها بشكل كبير، بعد أن تحولت من وسام لتكريم صناع السلام إلى أداة في صراعات القوى الدولية. وأشار إلى أن اللجنة منحت الجائزة في مناسبات عديدة لأشخاص لم يقدموا إسهامات حقيقية للبشرية، بل أصبحت تمنح بمعايير سياسية بحتة تخدم أجندات دولية معينة. ولفت إلى أن الموقف المخزي للجنة من ترشيح الفريق القانوني الجنوب إفريقي، الذي رفع دعوى تاريخية ضد إسرائيل، يؤكد أن الجائزة أصبحت “مزيفة ومسيسة” كما وصفها، مما جعل شعوب العالم تفقد ثقتها في هذه المزاعم التي صدعت رؤوسنا لعقود.
ثانيًا: كولومبيا وفريق الحق.. صوت الضمير العالمي
ووضح أبوالياسين أن منظمة الحق الدولية وقفت بقوة مع ودعمت دعوة الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو بترشيح الفريق القانوني لجنوب إفريقيا لنيل نوبل للسلام. وأشار إلى أن بيترو، الذي توشح بعلم فلسطين واستقبل الطلاب الفلسطينيين في قصره، يمثل نموذجاً للقائد الشجاع الذي يقف مع الحق ضد الباطل. ورد على المشككين بأن الفريق القانوني الجنوب إفريقي قدم أعظم خدمة للسلام والإنسانية برفعها دعوى الإبادة الجماعية، مما يجعلها الأحق بالجائزة بلا منازع، وهو ما أدركه العالم بأسره باستثناء الداعمين للإبادة والتجويع.
ثالثًا: التحول التاريخي.. انهيار الدعم الغربي لإسرائيل
ونوه أبوالياسين إلى تحول تاريخي في الرأي العام العالمي، مستشهداً بالاستطلاع التاريخي لشبكة CNN الذي كشف للمرة الأولى أن الأمريكيين يتعاطفون مع الفلسطينيين أكثر من الإسرائيليين. وأكد أن هذا التحول الضخم الذي بلغ 70 نقطة بين أنصار الحزب الديمقراطي، وظاهرة تعاطف الشباب الجمهوري مع الفلسطينيين، يمثل زلزالاً سياسياً حقيقياً. ولفت إلى أن 80% من الأمريكيين يطالبون بإنهاء الحرب على غزة، مما يعني أن زمن الدعم الأعمى لإسرائيل قد ولى، وأن الشارع العالمي أصبح يدرك حقيقة الجرائم التي ترتكب باسم الأمن.
رابعًا: حصاد الحرب.. إسرائيل تخسر كل شيء
وأكد أبوالياسين أن إسرائيل خسرت الحرب عسكرياً وسياسياً وأخلاقياً، مفنداً خسائرها الكارثية التي شملت مقتل 7 آلاف جندي، وإصابة 25 ألفاً بإعاقات دائمة، وخسارة 150 مليار دولار، فضلاً عن تدمير سمعتها الدولية والأسطورية المزعومة. ووضح أن الكيان فقد هيبته أمام شعوب العالم، كما خسر التطبيع مع العرب، وقدرته على الردع، وثقة اليهود بحكومة نتنياهو، وتصميم شعبه على الاستمرار. وأشار إلى أن إسرائيل خسرت أيضاً مستقبلها السياسي في المنطقة، وصبرها أمام صمود غزة، وما تبقى من إنسانيتها في هذه الحرب العبثية.
خامسًا: المرحلة المقبلة.. اختبار حقيقي للضمير العالمي
ووضح أبوالياسين أن المرحلة القادمة تشكل اختباراً حاسماً للضمير الدولي، محذراً من أن أي محاولة إسرائيلية للعودة إلى أجواء الإبادة الجماعية بعد إطلاق الأسرى سيكون ثمنها باهظاً جداً. ورد على المتخوفين بأن المقاومة أخذت ضمانات من الوسطاء وأدركت أن العدو كان يستخدم ملف الأسرى ذريعة لاستمرار الحرب. وأكد أن العالم سينقلب ضد إسرائيل إذا تنصلت من الاتفاق، وسقوط “عذر الأسرى” سيفتح الباب أمام عقوبات أوروبية جماعية وربما قرار من مجلس الأمن بلا فيتو أمريكي، مما يعني عزلاً دولياً غير مسبوق.
وختم أبوالياسين بيانه الصحفي بالتأكيد أن حرب غزة لم تكن مجرد معركة عسكرية، بل كانت امتحاناً أخلاقياً كشف زيف العالم وعرى الأنظمة التي تزيّن الجريمة بشعارات السلام المزيف. وإن الحقائق التي ستظهر عندما يدخل الصحفيون والمحققون الدوليون غزة ستصعق العالم وتكشف أن ما تم إظهاره حتى الآن ليس سوى جزء بسيط من الحقيقة، وأن ما أخفي كان أعظم وأبشع. وإن صمود غزة الأسطوري قد كسر أسطورة الجيش الذي لا يقهر، وفتح صفحة جديدة في تاريخ النضال من أجل الحرية، حيث تتهاوى الأكاذيب الكبرى واحدة تلو الأخرى، وتتحطم أساطير القوة على صخرة إرادة الشعوب. وأن طريق النصر قد بدأ، ولن تعود العجلة إلى الوراء.
مع كولومبيا ضد نوبل المزيف.. وغزة تكسر أسطورة إسرائيل