الناس معادن
هنا نابل / بقلم المعز غني
فما نوعية معينة من البشر تعيش معنا ، وأصدقاء على شبكة التواصل الإجتماعي الفايسبوك :
– لا يتفاعلون بتاتًا مع ما تنشره.
– عندما تكتب كلامًا ذا معنى … لا يضعون حتى قلبًا صغيرًا .
– حين تنشر خبرًا يفرّح … لا يكتبون تعليقًا بسيطًا.
– حين تمرّ بوجع أو مرض أو ضيق … لا يظهر منهم لا ” ” ” ” “Réaction ” ولا كلمة طيّبة.
– حتى حين تضع شيئًا مضحكًا ، يضحكون في قلوبهم ، لكن لا يتركون لك أثرًا يدلّ على وجودهم .
تضع مئة “ستوري”… وتجدهم دايمًا الأوّل في المشاهدة !
يشاهدونهم واحدًا واحدًا ، بصمتٍ وفضولٍ بارد ، دون أيّ ردة فعل .
صدقوني … هذه النوعية من الناس من أخيب الأنواع التي يمكن أن تقابلها في حياتك .
ومع الوقت ، تكتشف أن وجودهم لا معنى له …
ناس تتابعك بصمت ، وكأنها تنتظر سقوطك لا تألّقك ،
تشاهدك لا من باب المحبّة ، بل من باب الفضول .
لكن … الزمن كفيل بفرز المعادن .
فمن يحبّك بصدقٍ وإخلاص ،
لا يحتاج دعوةً كي يفرح لك ،
ولا تلميحًا كي يساندك .
الحبّ ، التضامن ، الكلمة الطيّبة ،
لا تُشترى بمال الدنيا ،
بل تُقاس بنبض القلب وصدق الإحساس .
ومن هذا المنبر ،
أتوجّه إليكم بتحيّة خاصّة
تحيّة مليئة بالوعي والنور ،
لأن وجودهم علّمني أن أميّز بين الضوء الحقيقي و” الظلّ المزيّف”
الذي يحوم حول كل إشراقة صدق .
ومع مرور الوقت ، ندرك أن هذا العالم الرقمي لا يُظهر الوجوه بقدر ما يكشف الأقنعة ،
وأنّ الصدق في زمن الزيف صار عملة نادرة ،
لكنّ القلوب النقيّة تظلّ تشعّ مهما تعاقب الظلّ …
ففي زمنٍ يزدحم بالوجوه الباهتة ، يبقى النور لمن يصدق ،
لا لمن يُشاهد … بل لمن يُحبّ بصدق .
بقلم المعز غني
عاشق الترحال وروح الاكتشاف
الناس معادن