الاحزاب عملت الصح في انتخابات ٢٠٢٥ .. والدولة علي مسافة واحدة من الجميع .
بقلم : أحمد السيد الهوايبي
بداية لا يوجد في الجمهورية الجديدة ، ما يعرف بحزب الدولة ، قولا واحدا ، وقطع لسان اي حد يقول غير كدة ، وشعار الدولة دوما ، المشاركة لا المغالبة ، ولا يوجد حزب بعينه ، لديه الفرصة او الضوء الاخضر للسيطرة علي الاغلبية تحت قبة البرلمان ، ولهذا شرعت القائمة وكانت التعيينات ، لضمان تمثيل حقيقي لكل الاحزاب وخاصة الصغيرة منها ، والفئات المهمشة ، او ضعيفة الامكانيات ، التي ليس لديها القدرة علي مجابهة ومسايرة الاحزاب الكبيرة في التنظيم والدعم ، ولضمان التعددية الحقيقية تحت قبة البرلمان ، والتمثيل الفعلي لكل طوائف وفئات الشعب ، بدو سيناء ، وعرب مطروح والسلوم ، واهلنا في النوبة ، وشركاء الوطن الاقباط ، والمرأة ، والشباب ، وذوي الاعاقة ، والفنانين ، والرياضيين ، واساتذة جامعات تكنوقراط ، و علماء ، و مفكرين ، وغيرها من فئات المجتمع .
اما عن الاحزاب ، اذا كنا هنتكلم سياسة ، فلا يعيب الاحزاب الكبيرة انها الاكثر شعبية ، والاوسع انتشارا ، و الاقوي تنظيما ، ولا احد يملك مصادرة حق الاحزاب في اختيار مرشحيها ودعمهم بكل قوة ، فمثلا مستقبل وطن ، الحزب الاول جماهيريا ، وقائد قاطرة تحالف الاحزاب الداعمة للدولة المصرية ، وكبير العائلة السياسية والبرلمانية ، اعلنها صريحة من اول يوم ، كل مرشحي الحزب من ابناءه العاملين المنتسبين للحزب ضمن قواعده التنظيمية ، ولا سبيل اطلاقا للاستعانة بمرشحين من خارجه ، باي حال من الاحوال .
و حتي الاحزاب التي اختارت اسماء من خارجها او كما يقال هبطت علي الحزب بالباراشوت ، اختارت اسماء تتمتع بصفات النائب الحقيقي ، من حيث الخبرة في دورات سابقة ، ابلي فيها بلاء حسنا ، كمستقل ، اسماء لها وجود فعلي علي الارض وبين الناس ، ولها ظهير شعبي وقبول لدي قاعدة عريضة من الجماهير ، ولديه كتلة تصويتية معتبرة تقف خلفه ، بالاضافة الي امكانيات مادية معقولة تساعده علي حرية الحركة والتنقل في كل شبر من دائرته الانتخابية .
باختصار الاحزاب اختارت مرشحين اقوياء ، تشيل الليلة مع الحزب ، وليس مرشح “واقع ” عايز اللي يشيليه ويقوي شوكته .
اما عن تبرعات النواب للاحزاب ، او ما يسميه الكلمنجية ، وحنجورية الميديا ، وبياعين الكلام ، زورا وبهتانا بشراء الكرسي ، فهو كلام عار تماما من الصحة ، فلو كان هناك ضمانة او تاكيد لنجاح المرشح ضمن التحالف ، لما استقال مرشح مستقبل وطن بهيلمانه وقوته وصولجانه عن دايرة شبين القناطر ، واعلان انسحابه الرسمي ، قبل اغلاق ميعاد العدول عن الترشح بساعات قليلة ، وما خلفه القرار من تغيير تام لخريطة الانتخابات بهذه الدائرة ، تبرعات النواب للاحزاب ، عرف سياسي عالمي ، معمول به في كل الدول الديموقراطية ، سواء في الدول المتحضرة ، او النامية ، او حتي دول العالم الثالث التي تتشبث باهداب الديموقراطية ، وتحاول اللحاق بالركب ، اذا فالموضوع ليس اختراعا مصريا حصريا ، او بدعة محلية الصنع ، الاحزاب مؤسسات لها هياكل تنظيمية كبيرة ، ونظام عمل ، ومقرات ، وموظفين ، واوجه نفقات ومصروفات ، ناهيك عن الانتخابات وكلفتها من مؤتمرات ، وجولات ميدانية ، واعلانات ممولة ، وبانرات ، وتوكيلات عامة وخاصة ، وتنقلات ، ليلة كبيرة وفرح العمدة ، وهم ما يتلم ، امام هذا كله ، هل تقف الاحزاب علي النواصي تتسول وتستجدي المساعدات ، ولا تعمل ايه بالظبط .
نظام وآلية عمل الاحزاب ، لا يختلف كثيرا عن مثيلاته في كل دول العالم ، شرق وغرب ، متحضر ومتخلف ، الكل علي حد السواء ، عاجبك نظامنا ، يا بني اركب معنا ، مش عاجبك وعايز تبقي مستقل ، الله يسهل لعبيده ، ماحدش بيضرب حد علي ايده ، لكن لا تكن كالثعلب الخايب ، عندما فشلت محاولاته في الحصول علي عنب الكرمة العالية ، ذهب مغاضبا وهو يتمتم ، ” مش عايز عنب ، دة حتي حصرم “.
الاحزاب عملت الصح في انتخابات ٢٠٢٥ .. والدولة علي مسافة واحدة من الجميع .