
ثمن الخيانة
في قديم الزمان أراد ملك أحد البلدان شراء ذمم المسؤولين لضمان بقائه حاكما على المملكة ثم توريث أبنائه.
عرض على القضاة والوزراء وشيوخ القبائل عدم الالتزام بالشريعة الإلهيَّة وسنّ قوانين تسمح لهم ولبعض الفئات المشاركة في قرارات المملكة بتقاضي نسَب كبيرة من المال العام ومكافآت هائلة، وتخصيص عِزب وأراضٍ وأبنية لهذه الفئات من المال العام وكلما قلَّ المنصب قلَّتْ الميزات.
وعندما علم الناس في المملكة بهذا الأمر؛ أخذ الكثيرون منهم يتوددون وينحنون ويُظهرون الولاء للحاكم وليس للوطن وأخذوا يتصارعون على نيل المناصب.
علِم باقي حكام الممالك المجاورة بالأمر وفهموا اللعبة؛ ففعلوا مثلما فعل الحاكم الأول.
وبذلك غاب العدل الإنساني عن هذه الممالك فانهارت الحضارات وسقطت الممالك، وانحنى أبناء الملوك وبقي العدل الرباني.
محمد عبد المرضي منصور
ثمن الخيانة