وصيتي لأبنائي الأعزاء رانيا / عزيز غني في نابل …
هنا نابل/ بقلم المعز غني
حيث تصدح الكلمات من القلب قبل أن تُكتب بالحبر
أخطّ هذه السطور لأبنائي الأحبّة ، علّها تكون نوراً يهديهم وسط ظلمات هذا العالم الإفتراضي ، في زمنٍ صار فيه الإنترنت وشبكة التواصل الإجتماعي الفايسبوك ، بحرًا بلا شاطئ ، تتلاطم فيه أمواج الفضول والفتنة ، وتغرق فيه الأخلاق إن لم تمسكها القيم بخيطٍ من نور .
يا أبنائي الأعزاء … رانيا وعزيز غني
إن «جوجل» و«الفيسبوك» و«تويتر» و«الواتساب» وجميع برامج التواصل الإجتماعي بحرٌ عميق ، غرق فيه الكبير والصغير ، وضاعت في أمواجه عقول وحياءٌ وقلوب.
فكونوا فيه كالنحلة ، لا تقف إلا على الطيب من الصفحات ، ولا تمتصّ إلا رحيق الخير لتنتفعوا وتنفعوا .
ولا تكونوا كالذباب يا أبنائي ، يقف على كل شيء ، الخبيث والطيب ، فينقل الأذى من دون أن يشعر .
تذكّروا أن الإنترنت سوقٌ كبير ، ولا أحد يقدّم سلعته مجانًا: فمنهم من يبيع الأخلاق ، ومنهم من يروّج للفكر المشبوه ، ومنهم من يسعى وراء الشهرة.
فتفحّصوا السلع قبل أن تشتروا ، ولا تبيعوا عقولكم بثمنٍ بخس.
يا أبنائي الأعزاء …
إيّاكم وفتح الروابط المشبوهة ، فبعضها فخٌ وتدبير وشرٌ كبير ، وهكرٌ وتدمير .
وإيّاكم ونشر النكات والإشاعات ، وأحذروا النسخ واللصق في المحرّمات ، فإن كل ما تنشرونه يُتاجر بكم في ميزان السيئات والحسنات .
قبل أن تعلّقوا أو تشاركوا ، فكروا : هل يرضى الله عن هذا؟
ولا تُصدّقوا كل من ترونه في هذا العالم الإفتراضي ، فكم من وجهٍ منمّقٍ يخفي قلبًا مزيّفًا ، وكم من لسانٍ طيّبٍ يحمل نيةً خبيثة.
الناس هنا يضعون الأقنعة ، فيتجمّلون بالكلمات ويخفون ما في الصدور. فلا تحكموا على أحدٍ من وراء شاشة.
وأحذروا الأسماء المستعارة، فإن أصحابها لا يثقون بأنفسهم، ولا تثقوا بمن لا يثق في ذاته.
وإياكم أن تجرحوا من جرحكم ، فأنتم تمثلون أخلاقكم ، وليس أخلاق الآخرين ، وكل إناء بما فيه ينضح .
أنتقوا ما تكتبون ، فأنتم تكتبون ، والملائكة تكتب ، والله تعالى فوق الجميع يحاسب ويراقب .
إن أخوف ما أخافه عليكم في هذا البحر الرقمي هو مشاهدة الحرام ولقطات الفجور والانحراف .
فإن وجدتم أنفسكم قد تجاوزتم هذه الفتن ، فإستفيدوا من الإنترنت في العلم ، والمعرفة ، وخدمة الناس ، ونشر الخير.
أما إن أحسستم بأنكم تغرقون في المحرمات ، فاهربوا من هذا العالم الإفتراضي كما يهرب الغزال من فم الأسد .
وأعلموا يا أبنائي أن من أخطر مداخل الشيطان الغفلة والشهوة ، وهما عماد هذا الزمن الإلكتروني .
أستعملوا هذه التقنية لخدمتكم ، لا لتكون سيدتكم ، وأبنوا بها مستقبلكم ، ولا تجعلوها تهدمكم.
اجعلوها حجةً لكم لا حجةً عليكم ، وأذكروا أن الله يرى ويسمع ويعلم السر وأخفى.
اللهم اشهد ، فقد بلغت.
اللهم أحفظ أبناءنا وأبناء المسلمين من الفتن ما ظهر منها وما بطن ،
وصيتي لأبنائي الأعزاء رانيا / عزيز غني في نابل …