الرئيسيةمقالاتحين يعلو صوتُ الشيطان .. تبكي السماءُ حسرةً لضياعِ إنسان
مقالات

حين يعلو صوتُ الشيطان .. تبكي السماءُ حسرةً لضياعِ إنسان

حين يعلو صوتُ الشيطان .. تبكي السماءُ حسرةً لضياعِ إنسان

حين يعلو صوتُ الشيطان .. تبكي السماءُ حسرةً لضياعِ إنسان

 

بقلم  /   الكاتب أحمد فارس 

 

اليأس ليس موتًا للجسد، بل موتٌ بطيءٌ للروح. حين يفقد الإنسان إيمانه بأن الغد قد يحمل له ضوءًا جديدًا، يكون قد سلّم سلاحه لأخطر عدوٍّ يسكن داخله — ذلك العدو الذي يُدعى اليأس. إنه لا يطرق الباب فجأة، بل يتسلّل بخفّة، يسرق الأمل من العيون، ويحوّل الأحلام إلى رمادٍ صامتٍ، حتى يفقد الإنسان القدرة على المحاولة، فيغلق أمامه أبواب الأمل واحدةً تلو الأخرى.

في مدارسنا نرى طالبًا كان متفوّقًا بالأمس، تعثّر مرةً واحدة، فاستسلم للفشل وترك مقعده الدراسي، ظانًّا أن طريق النجاح لم يُخلق له. وفي مؤسساتنا، نجد موظفًا بدأ رحلته بالحماس، لكن حين غاب التقدير، انطفأت شعلة جهده، فصار يؤدي عمله بلا روح، بينما زملاؤه الذين واجهوا الصعاب بالإصرار، صعدوا سلالم النجاح بثقةٍ وثبات.

وفي عالم الفن، كم من رسّامٍ موهوبٍ دفن ريشته لأن أحدًا لم يصفّق له، ثم رأى بعد أعوامٍ من صمته لوحاتٍ تشبه فنه تُباع بأغلى الأثمان! حتى في الميدان الصحي، رأينا مريضين يُعانيان المرض نفسه: أحدهما استسلم لليأس فخبت أنفاسه، والآخر تمسّك بالأمل فعاش أقوى مما توقّع الأطباء. إن الفرق بين الاثنين ليس في الداء، بل في الإيمان بالحياة.

اليأس، في جوهره، ليس قدرًا محتومًا، بل اختيار. واختياره يعني الانسحاب من معركة الوجود، أما مقاومته فهي أعظم انتصار يمكن أن يحققه الإنسان على نفسه قبل أن ينتصر على العالم. فطالما القلب ينبض، هناك دائمًا فرصة جديدة للبدء، وفرصة لتغيير المسار، وفرصة لإعادة اكتشاف الذات.

لقد أثبت العلماء أن الأمل طاقة تُحفّز الخلايا والعقل، وأكّد الأطباء أنه دواء للنفس قبل الجسد، بينما يرى المعلّمون فيه الطريق الأول نحو الإبداع. ومن هنا، فإن رسالتنا لكل إنسان — أميًّا كان أو عالمًا، صغيرًا أو كبيرًا — ألّا يسمح لليأس أن يكتب آخر فصول حياته. فالحياة لا تنتهي إلا حين يتوقّف القلب عن النبض.

فكل صباحٍ هو دعوة جديدة للأمل، وكل فشلٍ بداية لانتصارٍ قادم. ختامآ : انهض ، وواجه، وآمن أن الطريق الطويل يبدأ بمحاولةٍ صادقة، وأن الحلم الذي تؤمن به اليوم سيصبح غدًا واقعك المشرق. فلا تيأس مهما اشتدّ الظلام، فالفجر آتٍ لا محالة، وفي نهاية المطاف ستحقّق أهدافك المستقبلية… اليوم وغدًا وإلى الأبد.

حين يعلو صوتُ الشيطان .. تبكي السماءُ حسرةً لضياعِ إنسان

حين يعلو صوتُ الشيطان .. تبكي السماءُ حسرةً لضياعِ إنسان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *