هنا نابل
بقلم المعز غني ✍️
سأكون هنا يوما… فسامحوني
لا تبكوا على قبري بعد وفاتي ، فدموعكم لا تداوي قلبا كُسِر في حياتي …
يكفيني أنكم دُستم على إحساسي وأنا ما زلت بينكم أتنفس الوجع وأتجرّع الخذلان .
يا زمن ، إقرأ آخر كلماتي … فأنا مجروح ، الجارح كان أغلى من روحي وحياتي .
أول ليلة في قبرك …
ليلة لا يؤذن فيها للفجر ، لا يقال فيها “حيّ على الصلاة” ولا “حيّ على الفلاح”…
لأن الصلاة قد انتهيت ، والعبادات اغلقت صفحاتها .
هل تأملت يومًا ما سيقول لك ملك الموت وأنت ممدود على خشبة الغسيل؟
يخاطب قائلاً :
يا ابن آدم ، أين سمعك ما اسمك؟
أين بصرك ما أعمالك؟
أين لسانك ما أخرسك؟
أين ريحك الطيب ما غيرك؟
أين مالك ما أفقدك؟
وعندما توضع في لحدك ، ينادي عليك الملك :
يا فلان إبن فلان ، جمعت الدنيا أم الدنيا جمعتك؟
تركت الدنيا أم الدنيا تركتك؟
أعددت للموت أم المنيّة عاجلتك؟
خرجت من التراب بلا ذنب ، وعدت إليه محملاً بالذنوب .
فإذا أنفض ّ الناس عنك ، وبقيت وحيدًا في ليل لا يؤذن فيه للفجر ،
يسكنك صمت رهيب لا يقطعه إلا نداء ملك الملوك :
يا إبن آدم ، رجعوا وتركوك في التراب ، ولو ظلوا معك ما ينفعوك ،
ولم يبق لك إلا أنا ، الحي الذي لا يموت .
يا ابن آدم ، من تواضع لله رفعه ، ومن تكبر وضعه الله .
عبدي ، أطعتنا فقرّبناك ، وعصيتنا فأمهلناك ، ولو عدت إلينا بعد ذلك قبلناك .
ثم ينادي الله عز وجل في مشهد رهيب :
” ينفخ في الصور فجمعناهم جمعا ”
” وحشرناهم فلم نغادر منهم أحدا ”
تتطاير العظام النخرة ، وتقوم اللحوم المتناثرة ،
يقال : قوموا لفصل القضاء بين يدي الله رب العالمين.
🕊️ اللهم اجعلنا من التائبين قبل الموت ، ومن المرحومين بعده ،
ومن المقبولين يوم العرض الأكبر .
اللهم أغفر لنا ذنوبنا كلها ، دقها وجلّها ، أولها وآخرها ،
اكتب لنا حسن الختام وجنة المآب .
اللهم نسألك حسن الخاتمة يا رب العالمين .
إذا أتممت القراءة …
صل على رسول الله سيدنا محمد صل الله عليه وسلم وبارك
أذكر إسمًا من أسماء الله الحسنى
فذكره تطمئن القلوب وتستنكر الأرواح .
بقلم المعز غني عاشق الترحال وروح الاكتشاف .
هنا نابل

