الفتن وخطرها
بقلم /محمد عزمي نوفل
تُعدّ الفتنة من أخطر الأسلحة التي تهدد استقرار الأوطان ووحدة شعوبها، فهي نار إذا اشتعلت أحرقت الأخضر واليابس، فرقت بين الإخوة والأصدقاء، وزرعت الشك والريبة بين أبناء الوطن الواحد.
لقد اعتادت مصر عبر تاريخها أن تكون نموذجا للتعايش والمحبة بين جميع أبنائها، مسلمين ومسيحيين، تجمعهم أرض واحدة، وتاريخ واحد، ومصير واحد. إلا أنّ أعداء الوطن لا يتوقفون عن محاولاتهم لإشعال الفتن، مستغلين بعض المواقف أو الأحداث لبثوا السموم بين الناس، ويثير الشائعات التي تمزق الصف وتضعف روح الانتماء.
تتجلى الوقيعة اليوم بأشكال مختلفة، منها ما يبحث عبر وسائل الإعلام أو على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تنتشر الأخبار الكاذبة والصور المفبركة، يصدقها البعض دون تمحيص أو تحقق، فتبدأ الفتنة في التسلل إلى القلوب والعقول.
ولذلك، فإنّ الوعي هو السلاح الأقوى في مواجهة تلك المحاولات. على كل مواطن أن يتحلى بالحكمة، وألا ينجرف خلف الشائعات، وأن يدرك أن قوة الوطن في وحدته وتماسكه، وأن اختلاف المعتقد أو الفكر لا يعني أبدًا اختلاف الانتماء.
إنّ الحفاظ على نسيج الوطن مسؤولية مشتركة، تبدأ من الكلمة الطيبة، ومن احترام الآخر، ومن الوقوف صفا واحدا أمام كل من يسعى إلى بث الفتنة أو زرع الكراهية. الأوطان لا تبنى بالحقد والفرقة، بل بالمحبة والتعاون والولاء الصادق للأرض التي نعيش عليها جميعًا.
وستبقى مصر، كما كانت دائمًا، وطنا يحتضن أبناءه جميعًا، لا تفرقهم الفتن، ولا تهزم الأكاذيب، لأنهم نسيج واحد لا ينفصم عراه، مهما حاول المغرضون.
الفتن وخطرها

