الرئيسيةثقافةالبيت العتيق و الآيات البينات
ثقافة

البيت العتيق و الآيات البينات

البيت العتيق و الآيات البينات

البيت العتيق و الآيات البينات

بقلم / محمد الدكرورى

الحمد لله رب العالمين اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والإيمان ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله فاللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد ذكرت المصادر الإسلامية الكثير عن شعيرة الحج وذكرت أن أمرها عظيم وفوائدها كثيرة وحكمها متنوعة، وفي البيت العتيق آيات بينات مقام إبراهيم، وأرض الحرم كلها مقامات ابراهيم، الصفا والمروة والبيت العتيق ومنى و مزدلفة وعرفات، كلها مقامات تذكر بهذا النبي العظيم والرسول الكريم، وما بذله من الجهود والأعمال الجليلة في سبيل توحيد الله والإخلاص له، ودعوة قومه إلى توحيد الله وإتباع شريعته، ويقول سبحانه في شعيرة الحج العظيمة ” الحج أشهر معلومات ”

وهي شوال وذو القعدة والعشر الأول من ذي الحجة، أي شهران وبعض الشهر، ثم يقول تعالى ” فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج ” وهذه من المنافع العظيمة والفوائد الكبيرة، أن الوافد لهذا البيت العتيق وفد إخلاص العبادة لله وحده دون الشرك به، مع التطهر والحذر من كل ما يخالف شرع الله سبحانه، حتى تكون العبادة كاملة لله، ليس فيها نقص بوجه من الوجوه، وبذلك يخرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه، إذا حج فلم يرفث ولم يفسق، والرفق هو الجماع وما يدعو إليه من ملامستها ونظرات وكلمات وغيرها، كما وضح ذلك العلماء رحمهم الله، والفسق هو المعاصي كلها، المحرمة في الحج، المحرمة مطلقا، ومن المحرم في الحج هو قص الأظافر بعد الإحرام، وقص الشعر، والطيب ولبس المخيط وتغطية الرأس للرجل، ولبس القفازات للرجل والمرأة.

والنقاب للمرأة، إلى غير هذا مما حرم الله على المحرم، وهناك محرمات عامة، الزنى والسرقة والظلم في النفس والمال والعرض وأكل الربا إلى غير ذلك مما هو محرم على الجميع في الحج وغيره ” ولا جدال ” وعلى المؤمن أن يكون بعيدا عن الجدال والمراء الذي يثير العداوات والشحناء، الحج وسيلة للمحبة والتعاون والصفاء، ومن حكمه العظيمة ترك ما يسبب البغضاء والشحناء محمد من رفث أو فسوق أو جدال، فهو وسيلة عظيمة إلى صفاء القلوب و اجتماع الكلمة والتعاون على البر والتقوى، والتعارف بين عباد الله في سائر أرض الله، ولقد كان عند العرب جدال في جاهليتها فنهى الله عن ذلك، فلا جدال في الحج، لا من جهة ما كانت عليه في الجاهلية ولا من جهة ما يسبب البغضاء والشحناء، كل ذلك لا يجوز، فإذا صدر منك لأخيك غيبة فتب إلى الله منها وتسمح من ذلك.

حتى تكون الكلمات في الحج كلها تدعو إلى الخير والبر والتقوى والتعاون على الخير والصفاء، والبعد عن كل ما يسبب الفرقة الاختلاف، أما الجدال بالتي هي أحسن فهذا مطلوب دائما في كل وقت، حيث قال الله تعالى ” ادعو إلي سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن ” وهذا مطلوب في حق المحرم وغيره، وقال الله تعالى ” ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم ” فلا حرج في الجدال بالتي هي أحسن لإزالة الشبه وإيضاح الحق بأدلته مع البعد عن أسباب الشحناء والعداوة، ثم قال جل وعلا ” وما تفعلوا من خير يعلمه الله ” وفي هذا حث وتحريض على أنواع الخير، فعلى الحاج أن يحرص على فعل الخير بكل وسيلة، والله سبحانه يعلمه ويجازيك عليه، والخير يشمل القول والعمل.

فالكلمة الطيبة والنصيحة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كله خير، والصدقة والمواساة وإرشاد الضال وتعليم الجاهل كله خير، فجميع ما ينفع الحاج أو ينفع المسلم من قول أو عمل مما شرعه الله وما أباحه جل وعلا

كله خير.

البيت العتيق و الآيات البيناتالبيت العتيق و الآيات البينات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *