Uncategorized

عروس الترانزيت

الرسالة الأخيرة

عروس الترانزيت – الرسالة الأخيرة

محمود سعيدبرغش

عروس الترانزيت
مرّت السنوات، لكنه ظل أسير ذكراها، يرفض كل محاولات أصدقائه لإقناعه بالزواج من جديد. كان يشعر أن قلبه قد دفن مع أشجان، وأنه لن يستطيع حب أي امرأة بعدها.
لكن القدر كان له رأي آخر…
في مكان عمله الجديد، التقى بـريم، فتاة مختلفة تمامًا عن أشجان، لكن بها شيئًا جذب روحه إليها. كان يحاول أن يتجاهل مشاعره، لكنه وجد نفسه ينجذب إليها يومًا بعد يوم. ومع مرور الوقت، قرر أن يعطي قلبه فرصة جديدة، واتفق معها على الزواج.
لكن مع اقتراب موعد الزفاف، بدأ يشعر بتأنيب الضمير. كان كل شيء يسير بشكل جيد، إلا أن شبح أشجان لم يفارقه، كأنه يسمع صوتها في أحلامه، كأنها تسأله: “كيف استطعت أن تنساني؟!”
وفي إحدى الليالي، بينما كان يبحث بين أوراقه القديمة، وجد رسالة مغلّفة بورقة زرقاء باهتة، ومكتوبة بخط مألوف جدًا… خط أشجان. ارتجفت يداه وهو يفتحها، وشعر وكأن قلبه يكاد يتوقف.
“إلى سامح،
إذا قرأت هذه الرسالة، فربما لم أعد بجانبك… لكني أريدك أن تعرف أنني لطالما أحببتك، وسأظل أحبك حتى وإن فرّقتنا الأقدار. لا تدع الحزن يسرق منك الحياة، ولا تجعل قلبي يتألم برؤيتك وحيدًا. ابتسم من أجلي، وعِش… عِش كما كنت تحلم دائمًا.
إلى اللقاء،
أشجان.”
أغمض عينيه، وشعر بها قريبة منه، كأنها تواسيه من العالم الآخر. لكنه أدرك شيئًا آخر… ريم كانت على حق. هو لم يكن مستعدًا لطيّ صفحة الماضي، وقلبه لم يكن حرًا كما كان يظن.
وفي اليوم التالي، لم يجد ريم… فقط رسالة قصيرة تركتها له:
“سامح، أحببتك من كل قلبي، لكنني شعرت أن هناك روحًا أخرى تحبك أكثر مني… وأنت لا تزال تحبها، حتى لو أنكرت ذلك. سأرحل لأطمئن عليك من بعيد، كما تفعل هي منذ سنوات. عش حياتك، وكن سعيدًا، هذا ما تريده كلانا لك.”
وفي النهاية، بقي سامح وحيدًا، بين حب راحل وحب لم يكتمل، وظل قلبه معلقًا بين ماضٍ لم يستطع نسيانه ومستقبل لم يستطع الوصول إليه… عالقًا في محطة ترانزيت بين الحب والقدر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى