الرئيسيةاخبارما ضاع حقّ وراءه طالب
اخبار

ما ضاع حقّ وراءه طالب

ما ضاع حقّ وراءه طالب

ما ضاع حقّ وراءه طالب

هنا نابل / بقلم المعز غني

ما ضاع حقّ وراءه طالب

تلك المقولة الخالدة ليست مجرد كلمات تتردّد على الألسن، بل هي نَفَسٌ حيّ من روح العدالة الإنسانية، وصرخة مدوّية في وجه الظلم والخذلان.
إنها تعبير عن الإيمان العميق بأن الحقوق لا تموت، وأن العدل وإن تأخّر فإنه قادم لا محالة، كطلوع الفجر بعد ليلٍ طويل.

منذ فجر التاريخ، والبشرية تخوض معاركها الأبدية بين الحق والباطل، بين من يسعى لإنصاف المظلوم، ومن يسعى لطمس الحقيقة.
لكنّ الأيام، برغم مكرها وتقلبها، كانت دائمًا تنحاز إلى من طالب بحقه بإصرار وصبر وإيمان، لأن الحق لا يُوهب، بل يُنتزع بوعيٍ وإرادةٍ وثبات.

“ما ضاع حق وراءه طالب” ليست دعوة إلى الصراع فقط، بل إلى الوعي.
فمن لا يعرف حقه، لن يعرف كيف يطالب به.
ومن لا يملك شجاعة المطالبة، يرضى بالهزيمة حتى قبل أن تبدأ المعركة.
الحق لا يضيع ما دام هناك صوتٌ يطالب، وقلبٌ يؤمن، وضميرٌ يرفض الخنوع.

كم من قضايا خُنقت في بدايتها، ثم نهض أصحابها من تحت الرماد، كالعنقاء، لا ليأخذوا حقهم فحسب، بل ليُعيدوا للعالم معنى الكرامة والعدل.
ولعلّ التاريخ خير شاهد على ذلك، فقد انتصرت الحقوق لا بقوة السيف، بل بقوة الإصرار والإيمان، وبدموعٍ سالت وصبرٍ طويلٍ لا يلين.

هذه المقولة تزرع فينا الأمل، وتُذكّرنا أن العدالة وإن نامت، لا تموت.
أن الصبر ليس ضعفًا، وأن المطالبة بالحق ليست تمردًا، بل هي دفاع عن جوهر الإنسان وكرامته.
فلا أحد يقدر أن يسلبك ما هو لك، ما دمت أنت من يؤمن بأنه لك حقٌّ لا يُمسّ.

فلنحمل هذه المقولة مشعلًا في دروب الحياة، نضيء بها ظلمة الظلم، ونستمد منها عزيمة لا تنكسر.
ولنؤمن أن النصر ليس دائمًا فوريًّا، لكنه حتميّ حين يكون وراءه طالب لا يكلّ ولا يملّ.

ما ضاع حقّ وراءه طالب… لأن الله مع الصابرين، ومع الساعين بالصدق والإيمان نحو العدل والإنصاف.

✒️
بقلم المعز غني
عاشق الترحال وروح الاكتشاف

ما ضاع حقّ وراءه طالب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *