منشية ناصر تستعيد هيبة الدولة
بقلم حازم علي أدهم
في الأيام الأخيرة تصاعدت الحملات الأمنية في منشية ناصر بشكل غير مسبوق لتعكس تصميم وزارة الداخلية على فرض سيادة القانون وإعادة الانضباط إلى الشارع المصري الدولة تتحرك بخطة واضحة لا تعرف المجاملة ولا المساومة والرسالة أصبحت جلية الأمن خط أحمر وهيبة الدولة فوق الجميع
منشية ناصر التي ظلت لسنوات إحدى أكثر المناطق تعقيدا من حيث الكثافة السكانية والتشابكات العمرانية والاجتماعية تعيش اليوم مرحلة جديدة عنوانها السيطرة والانضباط قوات الأمن تنتشر في المداخل والمخارج وتفرض وجودها الميداني بحسم واحتراف لتعيد الثقة في أن القانون أقوى من أي نفوذ وأن الدولة لا تترك فراغا للفوضى
التحرك الأمني الأخير لم يكن رد فعل بل خطوة استباقية مبنية على معلومات دقيقة ورصد ميداني شامل الهدف هو تطهير المنطقة من أوكار الجريمة وملاحقة العناصر الخطرة وضبط حائزي السلاح وتجار المخدرات وتنفيذ الأحكام المتراكمة التي طال انتظارها لتؤكد الدولة أن العدالة لا تسقط بالتقادم وأن زمن التجاهل انتهى
ما يحدث في منشية ناصر ليس مجرد حملة بل تحول استراتيجي في فكر وزارة الداخلية التي أصبحت تعتمد على التحليل المسبق وخطط الضبط الذكية فالقوات تتحرك بناء على بيانات وتحريات لا على الصدفة وتتعامل مع المواقف بحسم منضبط يعكس تدريبًا ووعيًا بمفهوم الردع الرشيد لا الانتقام العشوائي
الشارع هناك تغير ملامحه المواطنون بدأوا يشعرون بالفرق أطفال المدارس يتحركون بأمان الأسواق استعادت هدوءها والتجار فتحوا محالهم دون خوف الوجوه التي كانت متوجسة بالأمس أصبحت تبتسم اليوم لأنهم شعروا أن الدولة استعادت حضورها وأن الأمن عاد ليمشي في الشارع لا ليبقى في التقارير
منشية ناصر تقدم اليوم رسالة قوية إلى كل من يظن أن هناك منطقة خارج السيطرة لا حصانة بعد اليوم لأي مخالف ولا غطاء لأي متجاوز الدولة لا تعرف استثناءات حين يتعلق الأمر بأمن الناس فالمجتمع الآمن لا يبنى بالسكوت ولا بالخوف بل بالقانون والإرادة
رجال الشرطة في هذه الحملات لم يظهروا فقط بقوة السلاح بل بروح الانتماء الوطنية التي تجعلهم يؤدون واجبهم بإخلاص وصبر ووعي بأن حماية المواطن شرف لا وظيفة مشهد التنسيق بين القوات والقيادات الميدانية يعكس عقلية دولة لا تعتمد على العشوائية بل على منظومة متكاملة تمزج بين المعلومات والميدان
الحملات الممتدة في منشية ناصر ليست نهاية بل بداية مرحلة جديدة في بناء أمن مستدام أمن يقوم على المشاركة والثقة والردع المتوازن فالمواطن أصبح شريكا في حفظ النظام بتعاونه وبلاغه ومساندته والنتيجة بيئة أكثر استقرارا وأقرب إلى الصورة التي يريدها الجميع لمصر الآمنة القوية
هذه المرحلة تؤكد أن الدولة لا تترك شبرًا دون سيطرة وأن من يتحدى القانون إنما يتحدى وطنًا بأكمله الدولة لا تتراجع ولا تتهاون ورسالة منشية ناصر واضحة الأمن فوق الفوضى والقانون فوق الجميع وهيبة الدولة غير قابلة للمساومة
إن ما تحقق هناك ليس فقط انتصارا أمنيا بل رمزا لاستعادة الثقة بين المواطن ومؤسسات بلاده رمزا لدولة تعرف كيف تفرض احترامها بالقانون وبالعدل وبالعمل الميداني الحقيقي منشية ناصر اليوم عنوان لإرادة وطن لا يقبل الفوضى ولا يساوم على أمانه
منشية ناصر تستعيد هيبة الدولة


