حين تتسلل الذكريات لتضيء ليالي الوحدة
بقلم/نشأت البسيوني
في صمت الليل حين يهدأ كل شيء
تأتي الذكريات لتطرق أبواب القلب بخفة
كأنها ضوء خافت ينساب بين الظلال
يملأ الفراغ ويشعل شمعة دفء وسط الوحدة الباردة
حين تتسلل الذكريات لتضيء ليالي الوحدة
تشعر بأن كل وجع مر بك لم يكن عبثا
وأن كل لحظة فراغ كانت تحضر روحك لاستقبال هذا النور الخفي
تمر أمامك وجوه كلمات أماكن وروائح
وتعيدك إلى ما كنت
وتذكرك بأن الحياة مليئة بما يستحق أن تحتضن
الذكريات ليست مجرد صور من الماضي
بل هي أرواح صغيرة تعيش داخلنا
تواسي الحزن تعين القلب على الصمود
وتغرس الأمل في أعمق زوايا النفس
حين نحزن تأتي لتهمس
ما زلت هنا ولا تقلق فكل شيء سيمر
يا صديقي
الليل وحده يعرف قيمة الذكريات
فهو الذي يتيح لها أن تتحدث بصوت لا يسمعه أحد سواك
أن تنسج من الصمت حكاياتك الخاصة
أن تجعل الوحدة لحظة اتصال بينك وبين روحك
حين تصير كل دمعة تتساقط وكل ابتسامة تتذكر
نورا صغيرا يشعل الطريق المظلم
حين تتسلل الذكريات لتضيء ليالي الوحدة
تتعلم أن الحب الذي مضى لم يذهب
وأن الفرح الذي فقدت لم يمح
وأن القوة تكمن في أن تحمل ما تبقى من الماضي
وتجعله ينبض فيك من جديد
بدفء وحنان بلا ألم ولا غضب
فالصمت يصبح شاعرا والوجع يصبح درسا
والوحدة تتحول إلى مساحة للحياة
وفي النهاية
حين تتسلل الذكريات لتضيء ليالي الوحدة
تدرك أن كل ليلة مظلمة لا تدوم
وأن كل روح مرت بحياتك تركت أثرها
وأن الحب والحنين قادران على تحويل العزلة إلى ضوء
يجعلك تبتسم في صمت
ويعلمك أن الوحدة ليست فراغا
بل فرصة لرؤية نفسك
وللقلب ليعرف أنه ما زال حيا
وأن الحياة دائمًا تحمل بدايات جديدة
مهما طال الليل
حين تتسلل الذكريات لتضيء ليالي الوحدة


