الرئيسيةمقالاتأسباب نجاة العبد في الدنيا والآخرة
مقالات

أسباب نجاة العبد في الدنيا والآخرة

أسباب نجاة العبد في الدنيا والآخرة

أسباب نجاة العبد في الدنيا والآخرة

بقلم / محمـــد الدكـــروري

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ به من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، مَن يهده الله فلا مضلَّ له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، إله الأوَّلين والآخرين وقيوم السماوات والأرَضين، أرسل رُسُلَه حجةً على العالمين ليحيا من حيي عن بينة، ويهلك من هلك عن بينة، وأشهد أن محمدًا عبد الله ورسولُه، البشير النذير، والسراج المنير، ترك أمته على المحجّة البيضاء، ليلها كنهارها، لا يزيغ عنها إلا هالك، فصلوات ربي وسلامه عليه ما تعاقب الليل والنهار، وصلوات ربي وسلامه عليه ما ذكره الذاكرون الأبرار، وصلوات ربي وسلامه عليه ما غفل عن ذكره الغافلون، وعلى آله وصحبه ومن اقتفى أثره واستن بسنته إلى يوم الدين، أما بعد اعلموا أن من أسباب نجاة العبد في الدنيا والآخرة. 

 

هو حسن إختيار أخيه، فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال عليه الصلاة والسلام “لا تصاحب إلا مؤمنا، ولا يأكل طعامك إلا تقي” وقال عليه الصلاة والسلام “المرء مع من أحب” وإن من حقوق الأخوة في الإسلام الحرص على إسعاده وتبشيره وإدخال السرور عليه، فعن ابن عمر رضي الله عنهما أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله، أي الناس أحب إلى الله؟ وأي الأعمال أحب إلى الله عز وجل؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس، وأحب الأعمال إلى الله سرور تدخله على مسلم، أو تكشف عنه كربة، أو تطرد عنه جوعا، أو تقضي عنه دينا” وهكذا كان حبيبنا المصطفي صلى الله عليه وسلم، فلقد بشّر أبا بكر وعمر وعثمان بالجنة، وبشّر كعب بن مالك بتوبة الله عليه، وعن عبد الله بن أبي أوفى. 

 

أن رسولنا صلى الله عليه وسلم بشّر أمّنا خديجة رضي الله عنها ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب، فالحرص على إدخال السرور بين الأهل والأحباب وتبادل الأخبار المبشرة المثبتة من إنتشار الخير بين الناس وما أكثره، فإياكم أن يموت صوت الخير في مجتمعاتكم، والبعد غاية البعد عن بث الهوان في الناس وتثبيطهم عن العمل لدينهم، فدينكم منصور بنصر الله جل جلاله، واعلموا أن الأخوة الحقيقية هي التي تقود إلى الجنة بأية وسيلة، فيجب علينا جميعا تربية النفس ومن تحت اليد على قبول النصيحة، بل وطلبها وقبولها والفرح بسماعها لأنها بحق دليل المحبة، وهذا فاروق الأمة عمر بن الخطاب رضي الله عنه يعلنها صريحةً ويصدع بها “رحم الله امرأ أهدى إليّ عيوبي” ولقد كان حبيبكم وإمامكم وقدوتكم محمد صلى الله عليه وسلم يأمر أمته بالمعروف. 

 

وينهاهم عن المنكر بشتى الوسائل، واسمع خبر أبي مسعود البدري رضي الله عنه يقول كنت أضرب لي غلاما بالسوط، فسمعت صوتا من خلفي يقول “اعلم أبا مسعود، اعلم أبا مسعود، اعلم أبا مسعود” فلم أفهم الصوت من الغضب، فلما دنا مني إذا هو رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول “اعلم أبا مسعود أن الله أقدر عليك منك على هذا الغلام” قلت يا رسول الله، هو حرّ لوجه الله، فقال عليه الصلاة والسلام “لو لم تفعل للفحتك النار” أو “لمستك النار” فقلت والذي بعثك بالحق، لا أضرب عبدا بعده، فما ضربت مملوكا بعد ذلك اليوم، فيا أخي، قبول النصيحة والعمل بها علامة توفيق، والتكبر على النصيحة وردها علامة خذلان وخسران، ويخشى العبد أن يكون ممن قال الله فيهم ” وإذا قيل له اتقي الله أخذته العزة بالإثم فحسبه جهنم ولبئس المهاد ” فلنتأمل في أنفسنا، 

 

وأهمس في أذن كل ناصح الرفق فما كان الرفق في شيء إلا زانه، وإلى كل من كتبت له النصيحة احمد الله أن سخّر لك من يدلك على طريق نجاتك، وأسأل الله عز وجل أن يوفقنا وجميع المسلمين للتقوى، وأن يأخذ بأيدينا جميعا لما يرضيه وأن يجعلنا جميعا من عباده الصالحين ومن حزبه المفلحين، وأن يمن علينا بالاستقامة على تقواه في كل أقوالنا وأعمالنا والدعوة إلى ذلك والصبر عليه إنه سبحانه جواد كريم، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه وأتباعه بإحسان إلى يوم الدين.

أسباب نجاة العبد في الدنيا والآخرة

أسباب نجاة العبد في الدنيا والآخرة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *