كارثةالفاشر … مدينة تختنق تحت غبار الحرب وصمت العالم
رضوان شبيب -محرر صحفي
في الوقت الذي ينشغل فيه العالم بعناوين السياسة والتحالفات، هناك مدينة في قلب السودان تصارع الموت بصمت موجع. الفاشر، عاصمة شمال دارفور، تعيش اليوم واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في تاريخها، وسط غياب شبه كامل للتغطية الإعلامية وندرة في المعلومات التي تصل إلى الرأي العام.
تتدفق الشهادات من داخل المدينة لتكشف عن واقع يبعث على الرعب والذهول:
عائلات تشرّد تحت وطأة الاقتتال، مرضى يموتون لعدم توافر الدواء، أطفال يبحثون عن لقمة تسد جوعهم وسط الخراب، و نسوة تنتهك حرماتهن دون أن يسمع أحد صرخاتهن.
ومع كل ساعة تمر، تضيق دائرة الأمان أكثر، وتتسع دائرة الخطر حتى باتت الفاشر مدينة محاصرة بالخوف والجوع والموت.
انقطاع العالم… ومعاناة لا تجد من يرويها
تواجه الفاشر عزلة إعلامية خانقة.
لا كاميرات تنقل الحقيقة، لا فرق دولية تستطيع الوصول، ولا صوت رسمي ينجح في نقل حجم الكارثة كما هي.
و كأن المدينة قد أخرجت من الجغرافيا، و كأن أهلها يعيشون في عالم مواز لا يصل إليه ضوء ولا يسمع له صوت.
أسواق أحرقت، مستشفيات توقفت عن العمل، منازل انهارت على رؤوس ساكنيها، و الناجون ينامون في العراء ينتظرون معجزة… أو نهاية.
مأساة إنسانية لا تحتمل الانتظار
إن ما يحدث في الفاشر ليس مجرد اشتباكات، بل كارثة إنسانية مكتملة الأركان:
نزوح جماعي، نقص حاد في الغذاء والماء، انعدام الأمان، هجمات على المدنيين، انهيار الخدمات الأساسية، غياب كامل للغطاء الإنساني.
تدفع الأسر ثمناً باهظاً من دمائها وكرامتها ووجودها.
ومع غياب الحماية، أصبح المدنيون الحلقة الأضعف في معادلة لا ترحم.
نداء إنساني قبل أن تختفي المدينة من الخريطة
هنا لا نتحدث عن السياسة… ولا عن الحسابات العسكرية… بل عن أرواح بشرية تستغيث ولا تجد من ينقذها.
الفاشر تنادي العالم، وتطلب فقط حقها في الحياة… في الأمان… في البقاء.
أهل الفاشر يلفظون أنفاسهم الأخيرة، وإذا استمر هذا الصمت، فقد نصحو ذات صباح لنكتشف أن مدينة كاملة قد اختفت، وأن تاريخاً بأكمله قد طمس.
إلى كل صاحب ضمير… كن صوت من لا صوت لهم
إن الحديث عن الفاشر ليس رفاهية، وليس خيارا… بل واجب إنساني.
قد تنقذ كلمة واحدة حياة، وقد تفتح مقالة بابا للمساعدة، وقد يصنع صوتك فرقا في لحظة لا تقدر بثمن.
الفاشر تستحق أن نراها… تستحق أن نتحدث عنها… وتستحق أن نقف معها.
كارثةالفاشر … مدينة تختنق تحت غبار الحرب وصمت العالم




