سيجارة تشربني
بقلمي زينب كاظم
لم أشعل سيجارتي لأشربها،
بل أشعلتها لتشربني… لتبتلع ما تبقّى من رمادي.
ما عدتُ أبحث عن نكهةٍ تُسكن وجعي،
فالألم تجاوز حدود الجسد،
وتحوّل إلى هواءٍ أثقله بالحسرة كلّما تنفّست.
لم أعد أفرّ من النار،
ها أنا أقترب منها بوعيٍ تام،
أستعير من لهيبها فتيلًا لأوقد سكوني،
وأشعل من حرائقي جمرةً جديدة… لا لأحترق، بل لأتذكّر أني ما زلت حيّة.
لقد ضاقت بي المساحات،
حتى صار صدري هو الميدان الأخير لكلّ الوجع،
فأشعلت سيجارتي من لهبٍ حولي،
كأنني أقول للعالم:
أنا لا أهرب من النيران…
أنا منها خُلقت، وبها أتنفّس.
سيجارة تشربني


