
بقلم المعز غني
كــــلام لــــه مــعــنــى …
لو أنّ الإنسان يعلم حقًّا ما يُقال عنه في غيابه ،
لما أبتسم في وجوه الكثير من الناس ،
ولما منح قلبه بسخاءٍ لمن لا يدرك قيمة النقاء .
نحن نمضي في الحياة بحسن ظنّ يكاد يُشبه طفولة الأرواح ،
لكننا نُفاجأ أحيانًا بأن وراء الوجوه الهادئة
حكايات لا تمتّ للصفاء بصلة .
قليلٌ من الماء يُنقذك ، وكثيره قد يُغرقك ،
وكذلك البشر :
قليلٌ منهم سند ، وكثرتهم قد تكون عبئًا يجرّك للخلف .
لذا تعلّم أن تكتفي بما تملك ،
فالاكتفاء نعمة لا يعرفها إلا من ذاق مرارة التعلّق .
وفي طريق النجاح تحتاج إلى أمرين :
ثقةٌ تحملك ، وتجاهلٌ يحمي قلبك .
فالغباء نقص ، أمّا التغابي فنضج ،
والغفلة ضياع ، أمّا التغافل ففنّ لا يتقنه إلا الحكماء .
لا تتألم إن أنكر أحدهم فضلك عليه ،
فالضوء العظيم لا يُرى في النهار ،
كما تُنسى أضواء الشوارع حين تشرق الشمس .
العطاء لا ينتظر إعترافًا ،
والجميل يبقى جميلًا ولو لم يُذكر .
سقطت شجرة فسمع العالم صوت سقوطها ،
لكن غابةً كاملة تنمو في صمت ولا يسمع لها أحد .
وهكذا نحن :
يزداد الصراخ حول عثرتنا ،
وتُهمَل كل اللحظات التي نهضنا فيها بصمت .
فالناس لا تلتفت غالبًا لتميّزك ،
بل تتسابق لرؤية سقوطك .
ومع ذلك …
يبقى الطريق لمن يؤمن أن قيمته من داخله ،
وأن صدقه مع نفسه أكبر من كل ضجيج العالم .
فكن أنت ، ولا تنتظر من أحد أن يفهم ضوءك ،
فالذين يحبّونك حقًا سيرون فيك روعةً ،
بينما الحاسد لن يرى فيك إلا غرورًا
وهو لا يدري أنه ينظر في مرآة نفسه لا في وجهك.

