الرئيسيةاخبارهنا نابل
اخبار

هنا نابل

 

بقلم المعزّ غني

 

“من لا يكون معي في العاصفة، لا أحتاجه عندما تشرق الشمس.”

 

في دروب الحياة ، لا يُقاس صدق الرفقة حين تتزيّن الأيام بزخارف الرخاء ، ولا تُكتشف النوايا الصافية تحت دفء شمس الوفرة… فالجميع يعرف كيف يبتسم حين تُزهِر الحدائق ، وكيف يُجيد الكلام الجميل عندما يكون الطريق مُعبَّدًا وسهلًا ، لكنّ القليل فقط من يعرف كيف يمدّ يدَه حين تعصف الريح ، ويهتزّ الجذع ، وتتكاثر الظلال من حولك .

 

العاصفة لا تأتي لتُدمّر … بل لتكشف .

تكشف المعادن ، وتفضح الأقنعة ، وتُميّز الخيط الرفيع بين من أحبّك لذاتك ، ومن أحبّ ما يصلك من ضوء.

فمَنْ ينسحب في اللحظة التي تحتاجه فيها ، هو ذات الشخص الذي سيعود إليك متبسمًا عندما تُشرق الشمس ؛ لا حبًا فيك ، بل أنجذابًا لما عاد يلمع حولك .

 

يا صديقي … يا صديقتي …

إن القلوب التي تُشبه الفهود في الصورة ، ثابتة النظرة ، راسخة في أماكنها ، تعرف جيدًا أن القوة لا تعني الصراخ ، بل تعني الثبات … وأن الوفاء ليس كلمات تُقال ، بل مواقف تُعاش.

 

فالذي يمسك بيدك في العاصفة ، هو الذي يستحق أن يشاركك شروق الشمس .

والذي يصمد معك حين تتكسر الأمواج على أضلاعك ، هو وحده من جدير بأن يراك وأنت تُعيد ترتيب قلبك ، وتنهض من الرماد أشدَّ صلابة .

 

أما أولئك الذين يختفون حين تشتد الريح ، ثم يعودون يتباهون بوجودهم عندما تتفتح الطرق من جديد … فهؤلاء عابرو سبيل ، لا يستحقون من وقتك لحظة ، ولا من قلبك ذكرى .

 

تعلم ، يا من تقرأ هذه السطور، أن الحياة قصيرة ، وأن الركض خلف من لا يراك إلا زهرةً في مواسم الربيع هو إستنزاف لروحك.

أحيط نفسك بمن يفهم صمتك قبل كلامك ، وبمن يرى وجعك قبل أن تنطق به ، وبمن يبقى واقفًا إلى جوارك عندما تتساقط الأيام من حولك مثل أوراق خريف منهكة .

 

فالشمس ستشرق دائمًا … لكنّ قيمتها الحقيقية تظهر لمن صبر في العاصفة ، لا لمن عاد فقط ليستظل بنورها .

 

وختامًا …

لا تبحث عمّن يصفق لك حين تنجح ، بل عمّن يتمسّك بك حين تهتزّ خطواتك ، فهؤلاء هم الكنز ، وهؤلاء هم الوطن .

 

بقلم المعزّ غني

عاشق الترحال وروح الاكتشاف

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *