.
لما كل الناس تبقى طيبة… يبقى مين اللي ماشي بعقل ناقص في الشارع؟
بقلم الاعلاميه دكتوره غاده قنديل
في زمن بقى فيه كل واحد يقولك:
“أنا طيب أنا قلبي أبيض أنا ما بعملش وحش في حد”،
تحسي إن الدنيا بقت جنة
وإننا ماشيين وسط ملايكة مش بشر!
بس الحقيقة؟
لو كل الناس طيبة زي ما بيقولوا…
أمّال مين اللي بنتكعبل فيه في الشارع كل يوم؟
مين اللي بيخبط فيك بكلمته، ولا بسلوكه، ولا بتصرفاته اللي تقول إنه محتاج استضافة عاجلة في مستشفى الأمراض العقلية مش سيشن تأهيل!
اللي حاصل إن الطيبة بقت شماعة،
وكل واحد لابس وش البراءة،
وجوّاه حِتّة فوضى…
لا هي طيبة ولا حتى عقل سليم.
ناس تقولك “أنا طيب”… وهي سبب خراب البيوت
تقابلي واحد يبتسم في وشك،
ويفاجئك بعدها إنه بيوقع الناس في بعض،
ويفتعل مشاكل،
ويمشي في الأرض وكأنه بعقل طفل… بس طفل مش مفهوم.
وأول ما تحسّيه غلط؟
يقولك:
“ما تزعلوش مني… أصلّي طيب وموضوعي بسيط!”
طيب إزاي بس؟
ده اللي عملته مش طيبة…
ده قلة إدراك،
وسلوك يدوّخ اللي شايفه،
وكأننا بنتعامل مع حد “مش موصّل”.
اللي يمشي بعقل نصّ ونصّ… ويتهم الناس
تلاقي واحدة تشوّح،
وتخبط في خلق الله بكلامها،
وتقلب الحق باطل،
وبعدها تبكي وتقول:
“معلش أنا طيبة ومش بعرف أزعل حد”.
لا يا فندم…
ده مش طيبة،
ده سوء تربية اجتماعية،
وعدم إحساس بالآخرين،
وحاجة واضحة:
فيه ناس محتاجة عيادة مش تبرير!
الطيبة مش مشكلة المشكلة إنكم بتسمّوا الغلط طيبة
الطيبة عمرها ما جرحت حد،
عمرها ما أذّت حد،
عمرها ما كسرت قلب حد.
الطيبة مش اللي يخرب العلاقة ويقول: “سامحوني أصلّي طيب”.
ولا اللي يظلم حد ويقول: “ما قصدتش”.
ولا اللي يمشي يخبط في الناس بحجّة إنه حساس.
الطيبة سلوك راقي…
أما اللي إحنا شايفينه في الشارع؟
ده نقص عقل… محتاج متابعة، مش مبررات!
مجتمع بيداري الجنون بـ”الطيبة”
بصراحة…
إحنا بقينا مجتمع بيغلف التخبط،
ويغطي الانفعال،
ويكمّم على الابتذال…
ويقول “أصلّهم طيبين”.
لأ.
فيه فرق بين الطيب…
وبين اللي ماشي بعقل مش مضبوط،
وبيسبب أذى ويغطيه بشماعة البراءة.
والصراحة دي لازم تتقال:
مش كل الناس تستحق تمشّي وراها عشان “ديّ طيبة”… بعضهم محتاج دكتور.
ومش عيب…
العيب لما نسيبهم يأذوا الناس وهما مفكرين نفسهم كاملين الإدراك.
وفي النهاية
لو كانت الدنيا مليانة طيبين بحق…
ماكانش حد اتأذى،
ولا حد اتكسرت نفسه،
ولا حد اصطدم بعقول مش ثابتة.
لكن طول ما في ناس بتمشي وتخبط…
وتظلم وتقول “أنا طيب”،
وتجرح وتقول “ما قصدتش”،
يبقى فيه شريحة كبيرة مش محتاجة طيبة…
محتاجة تقييم عقلي قبل ما تنزل الشارع.

