“نستودع ولا نودع”
✍🏻 بقلم / عبدالله محمودعلوي: مكة المكرمة:-
زفت مكة المكرمة إبناً من أبناءها البررة العُظماء ؛؛ وعلماً من أعلامها الكبار ؛؛
العم الجليل والوالد الفاضل الشيخ محمود مصطفى لبني
الذي وافته المنية يوم السبت 24جمادي الأولى 1447 الموافق 15نوفمبر 2025 الى مثواه الأخير حيث وُريَّ جُثمانه في مقابر المعلاء في مكة المكره بعد صلاة فجر الأحد 16نوفمبر تغمده الله بواسع رحمته ..
فقد استودعته مكةالمكرمة في ضيافة الرحمن جل جلاله
لقد عرفته منذ نعومة أظفاري و صبايا رجلاً شامخاً عظيماً ذو خلق وشخصية نادرة في زمانها سهلاً ليناً يفضل اليُسر على العُسر يداعب الصغير ويمازح الكبير ويُعطي كل ذي قدرٍ قدره بدماثة خُلق راقٍ وطيبة نفسٍ عاليه إلا أنهُ كان شديد الحزم في الحق لا تأخذه فيه لومة لائم أياً كانت الشخصية التي أمامه وأياً كان مركزها بكل وقارٍ واحترام فقد كان له أسلوبه المميز في الحوار والنقاش ممتزجاً بدماثة خُلقه وخِفة ظِله؛
كان ابن حارة مُنذ صغره حسب ما سمعت حين جلوسي معه ومع صحبته من الرجال الأوائل عُظماء مكة المكرمة شرفها الله فهمُ كُثرُ؛؛ تغمدهم الله جميعاً بواسع رحمته وفضله وجزاهم عن كل ماقدموا خير جزاء يليق بعظيم جزاءه وكريم عطاءه وفضله وإحسانه
قد كان يجلس على عتبة العمارة المخصصة لسُكنى حجاج بيت الله الحرام حارساً لهم واميناً مسؤولاً عنهم يتفقد احوالهم ويسهر على راحتهم ويقضي لهم حوائجهم إحساساً منه بواجب المضيف وحق الضيفِ الكريم ؛؛ عرفته وعملت معه في مراكز استقبال وتفويج الحجاج منذ صغري
فلم ارى منه مع الجميع إلا تعامل الأب الفاضل الواعي والمسؤول العالم بأدق تفصيل مسؤوليته والخادم المُخلص المطيع لخدمة وراحة ضيوف بيت الله الحرام وإن رحل اليوم عن الدُنيا أبا خالد فلن تنساه مكة المكرة وحوائرها القديمة وأزقتها ولن تنساه أماكن المشاعر المقدسة في عرفات ومردلفة ومِنى وهو يتابع الحجاج سيراً على قديميه ؛؛ فقد كان رهيف الحِس ودود الطبع تغمده الله بواسع رحمته وأنزله منازل الأبرار وكما كان بستضيف ضيوف الرحمن ويكرمهم فهو اليوم في ضيافة الرحمن الكريم جل جلاله ؛؛ نحزن لفراقه صحيح ..! وذلك امرٌ طبيعي لكننا نتساءل لٍمََ الحُزن على من أصبح في معية الرحمن ..! فكل من عرفوه واحبوه وتتلمذوا على يديه كلنا لا نقول له وداعاً لأننا فعلاً لم نودعه بل نستودعه الرحمن الرحيم فالجميع يقول له بحرقة الفراق الى لقاءٍ “في جناتٍ ونهر في مقعد صِدقٍ عند مليكٍ مُقتدر
“استودعنا الله والدنا الحبيب وكل من رحلوا عنا ولهم علينا فضل بعد الله وأحسن عزاءنا واعظم أجرنا فيهم جميعاً ورزقنا بِرهم بعد رحيلهم و”إنالله وإنا إليه راجعون”
“نستودع ولا نودع”


