ابن الوز عوام
بقلم : أحمد طه عبد الشافي

الطباع الطيبة والمهارة الحقيقية بتتورس واللي اتربى على العطاء والإتقان لازم يبان أثره مهما حاول يخبيه
في مجتمعاتنا العربية وخصوصا في مصر تنتشر جملة خفيفة على اللسان لكنها ثقيلة في معناها ابن الوزة عوام كلمة تقال بابتسامة، وتمرر كأنها حكمة لكنها في الحقيقة أكبر من مجرد مثل هي فكرة كاملة عن وراثة الموهبة والنجاح والمكانة الناس أصبحت تعيدها على كل لسان ابن الشيخ لازم يطلع شيخ ابن الدكتور دكتور ابن المهندس مهندس بنت المعلمة معلمة. وكأن الحياة برنامج وراثي جامد وكأن الإنسان نسخة طبق الأصل من أهله بلا روح ولا إرادة ولا اختيار
لكن هل فعلًا النجاح يورث هل يُمكن أن يُقاس الإنسان بظلّ أبيه أو بأثر أمه فقط وهل من العدل أن نحكم على طفل لم يخطُ خطواته بعد بأنه سيكون نسخة عن والده أو والدته. أن الأب قد يفتح بابا لكن الابن هو الذي يقرر هل يدخل أم لا الأم قد تكون قدوة لكن البنت لها قلب وعقل وأحلام قد تشبه أمها وقد تختلف عنها تماما النجاح لا يورث بل يكتب من جديد في كل جيل بحبر مختلف وبأسلوب لا يشبه أحدا
لأن المجتمع يحب التعميم يحب الراحة يحب أن يلصق للناس بطاقات جاهزة وأسهل بطاقة هي أن تربط الإنسان بجيناته بدل جهده لكن الواقع أثبت أن هناك أبناء لعلماء اختاروا الفن وأبناء لصناع أصبحوا رجال دولة وأبناء لأسَر بسيطة وصلوا إلى أعلى المراتب بعرق جبينهم وحدهم وبنات لم يرثن من أمهاتهن إلا القوة وذهبن لصناعة مستقبل لا يشبه الماضي
اليوم لا أحد يقاس بلقب أبيه بل بكيفية بناء نفسه نعم الأب قد يعطي قوة والأم قد تعطي دفئا لكن الابن هو من يختار طريقه والبنت هي من ترسم قدرها بيدها. أن نقول ابن الوزة عوام. قد يكون مدحا أحيانا لكنّه في كثير من الأحيان ظلم لأن بعض الأبناء يريدون طريقا مختلفا ويريدون أن يعرفوا بأسمائهم لا بأسماء آبائهم الحقيقة النهائية التي تهز السوشيال ميديا
النجاح ليس وراثة النجاح قرار والإبداع لا ينسخ بل يولد جديدا. وكل ابن وابنة أمامهم حياة واسعة أكبر بكثير من لقب الأب والأم فلنترك أبناءنا يختارون ولنترك حياتهم تتشكل بروحهم هم لا بتاريخ غيرهم.
وفي النهاية
ابن الوزة عوام يمكن لكن أحيانا كثير بيكون سباح أحسن من أبوه وأحيانا بيختار الشط بدل البحر والقرار حياته هو.
ابن الوز عوام

