جبناء الحياة الذين يهربون حين يتطلب الموقف كلمة حق
بقلم : أحمد طه عبد الشافي
يطل علينا نوع غريب جدا من البشر أنهم أصحاب المصالح لا يعرفون من الوفاء إلا اسمه ولا من الشجاعة إلا شعارات يرفعونها أمام الناس ثم يهربون عند أول اختبار إنهم جبناء الحياة أولئك الذين يختفون عندما يحتاجهم أحد ويصمتون عندما تتطلب المواقف كلمة حق منهم ويظهرون فقط عندما تكون المكاسب جاهزة أمامهم
هؤلاء لا يملكون قلبا نقيا ولا روحا شريفة داخلهم غل دفين تجاه كل ناجح وكل صاحب مبدأ يبتسمون لك في العلن ويخفون في صدورهم حطبا يشعلونه حقدا كلما رأوك تتقدم خطوة جبناء الحياة لا يعرفون في أيام الرخاء لكنهم يفتضحون في وقت الشدة وقتها فقط تتعرى النفوس وتظهر المعادن ويكشف الفرق بين رجل يحمل موقفا وآخر يحمل وجهين لقد أصبح السكوت عن الحق عند هؤلاء حكمة والهروب دهاء وخذلان الناس فنا يبررونه بكل الأعذار الرخيصة
ولكن الحقيقة لا ترحم والتاريخ لا ينسى. والناس لا تغفر لقلوب تعودت الطعن من الخلف إن المجتمعات لا تنهض بأصحاب المصالح بل بأصحاب المواقف ولا تبنى بالألسنة اللامعة بل بالضمائر الحية التي تعرف معنى الشرف وقول الحق حتى لو كانت الكلمة مكلفة
وفي النهاية سيبقى الشرفاء شامخين مهما علا ضجيج الجبناء وسيبقى أصحاب المبدأ واقفين مهما كثر الهاربون فالحق لا يحتاج إلى جموع بل يحتاج إلى رجال
جبناء الحياة الذين يهربون حين يتطلب الموقف كلمة حق


