المغرب يستهل المشوار بإنتصار
كتبت .. رحمه محمد
انطلق منتخب المغرب بقوة في مشواره ببطولة كأس العرب 2025،
بعدما حقق فوزاً مقنعاً على منتخب جزر القمر بنتيجة 3-1، في الجولة الافتتاحية من المجموعة الثانية،
ليؤكد من جديد تميزه في هذه المنافسة التي تجمع أقوى المنتخبات العربية.
منذ الدقائق الأولى، أظهر “أسود الأطلس” إصراراً واضحاً على فرض سيطرتهم،
وترجموا ذلك بتسجيل هدف مبكر عبر سفيان بوفتيني،
ثم عززوا تفوقهم بهدفين آخرين سريعين عن طريق طارق تيسودالي وكريم البركاوي،
ما جعلهم يدخلون الشوط الثاني بثقة كبيرة.
الأداء الجماعي المتكامل لمنتخب المغرب كان العامل الأبرز في تحقيق هذا الانتصار،
حيث أبدى الفريق تنظيماً دفاعياً محكماً، وقدرة على البناء من الخلف وتحويل الهجمات إلى أهداف ملموسة،
بفضل تعاون اللاعبين في جميع الخطوط.
ورغم أن جزر القمر حاولت تحسين أدائها في الشوط الثاني،
إلا أن الضغط الهجومي المتواصل من المغرب أرهق دفاعات الخصم،
وحول المباراة إلى مواجهة ذات طابع استعراضي في بعض الأوقات.
يُعد هذا الفوز نقطة انطلاق مثالية للمغرب، حيث يضعه في موقع مريح داخل المجموعة،
ويمنحه دفعة معنوية كبيرة قبل مواجهات قادمة أمام منتخبات قوية مثل السعودية وعمان.
كما أن الحضور الكبير في ملعب خليفة الدولي،
والذي تجاوز 10 آلاف متفرج، يعكس اهتمام الجماهير العربية بمستوى المغرب وطموحاته في البطولة.
أما منتخب جزر القمر
فإن الخسارة بهذه الطريقة أمام فريق كبير مثل المغرب تشكل إنذاراً حقيقياً بضرورة مراجعة الأخطاء،
وتحفيز اللاعبين لتقديم مستويات أفضل في المباريات القادمة.
رغم أن النتيجة قد تبدو قاسية بعض الشيء، إلا أن أداء جزر القمر أظهر تطوراً ملحوظاً مقارنة بمشاركته السابقة،
ويبقى الأمل قائماً في قدرته على تحقيق نتائج إيجابية أمام منافسين آخرين.
استغل المغرب غيابات مؤثرة في صفوف جزر القمر، واستفاد من تنوع خياراته الفنية،
حيث دفع المدرب طارق السكتيوي بـ5 لاعبين من الدوري المغربي، إلى جانب 6 محترفين في الدوريات العربية،
ما أعطى الفريق مرونة كبيرة في التشكيلة والخطط التكتيكية.
هذه المرونة ساهمت في ترسيخ العقدة التاريخية للمغرب أمام جزر القمر،
حيث رفع “أسود الأطلس” رصيده إلى 3 انتصارات متتالية في المواجهات المباشرة، مع تفوق واضح في الأداء والنتيجة
إذا ما استمر المغرب على نفس المستوى،
وحافظ على التوازن بين الهجوم والدفاع، فسيكون من المرشحين الأوفر حظاً لبلوغ منصة التتويج،
خاصة مع طموحاته الكبيرة بعد نجاحه الأخير في بطولة كأس أمم إفريقيا للاعبين المحليين.
أما جزر القمر، فعليها أن تستفيد من تجربة هذه المواجهة،
وتعمل على تطوير أدائها الفني والذهني لمواجهة التحديات القادمة في البطولة.
هذا الانتصار يعكس صورة مشرقة عن الكرة العربية،
حيث يبرز فيها المنتخب المغربي كنموذج للتنظيم والتخطيط،
بينما يظهر منتخب جزر القمر كمشروع واعد يحتاج فقط للصبر والعمل لتقديم أداء يليق بمستوى المنافسة.
