من ملاحم الجيش المصرى كتاب ملحمة الجزيرة الخضراء – الحلقةالثامنة
للمؤرخ العسكري د. أحمد علي عطية الله
تابع الفصل الثانى
أما عن ذكريات البطل مجدى بشارة عن نكسة يونيو عام 1967 فيذكر أنه فى صباح يوم الخامس من يونيو وكان وقتها بين زملائه الضباط فى ميس الطعام لتناول وجبة الافطار فى وحدتهم التى كانت مخصصة للدفاع عن أحد القواعد الجوية القريبة من منطقة القناة حيث كان يشغل وقتتها منصب رئيس عمليات هذه الكتيبة حينما ترامى الى سمع الجميع صوت انفجارات شديدة خارج المبنى فأرسلوا من يستطلع الأمر فمالبث أن جاء ليخبرهم أن طائرات حربية تقوم بقصف ممرات القاعدة الجوية !!! وعلل مجدى بشارة حدوث تلك المفاجأة بعدة أسباب منها :
*أنه لم يصلهم أى تنبيه ،أو تحذير مسبق من إحتمال حدوث أى عدوان عليهم.
*لم تكتشف أجهزة الردار المصرية الطائرات الاسرائيلية اثناء الهجوم لأنها كانت على ارتفاع منخفض حال دون إكتشافها . ولم تكن حتى تلك اللحظة قد استخدمت طريقة المراقبة بالعين المجردة ضد الطيران المنخفض.
*عدم التعامل مع رسالة الشفرة التى ارسلها الفريق عبد المنعم رياض من الاردن وكان وقتها قائدا للجبهة الاردنية فى إطار اتفاقية الدفاع المشترك التى وقعها عاهل الاردن الملك حسين مع عبد الناصر قبيل العدوان الاسرائيلى بالسرعة المطلوبة وكان قد رصد اقلاع معظم طائرات القوات الجوية الاسرائيلية و اتجاهها غربا صوب الحدود المصرية .
*كانت كل التصريحات القادمة من المعسكر الغربى ومن الإتحاد السوفيتى الحليف المصرى أن إسرائيل لن تكون هى البادئة أبدا بالعدوان على مصر .. وكان من ضمن حسابات عبد الناصر طبقا للتقديرات العسكرية فى ذلك الوقت المبنية على قدرات السلاح الجوىالاسرائيلى من حيث المدى والتسليح أنه حتى إذا كانت إسرائيل ستكون البادئة بالعدوان فإنها لن تسطيع تدمير سوى 13% فقط من قدرات قواتنا الجوية ، ولكن هذه التقديرات أختلفت عندما استطاعت اسرائيل بمعاونة حلفائها من تعديل المدى بالزيادة بسبب استخدام خزانات الوقود الاحتياطية ، وكذلك استخدام القواعد الامريكية التى كانت موجودة فى ليبيا فى ذلك الوقت للهجوم على القواعد الجوية المصرية الموجودة غرب الدلتا.
التاشردارالمؤرخ ـ 2015
من ملاحم الجيش المصرى كتاب ملحمة الجزيرة الخضراء – الحلقةالثامنة


