الرئيسيةاخبارعندما ظهر الإسلام
اخبار

عندما ظهر الإسلام

عندما ظهر الإسلام

عندما ظهر الإسلام

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد الله رب العالمين معز الموحدين ومذل المشركين ناصر دينه نهى عن عبادة الأوثان وأمر بتوحيده ووعد من حققه أجزل الثواب وأتم الرضوان وتوعد بمن أشرك به بالهوان وأشد العذاب وأعظم العقاب أرسل رسوله بالهدى وتهديم الأصنام والأوثان وتحقيق التوحيد فلم يدع باب للشرك إلا سده ولا طريق إلى النار إلا بينه وحذر منه طاعة لربه وإمتثالا لأمره فنصح الأمة وبلغ الرسالة وأدا الأمانة صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم أما بعد ذكرت المصادر الإسلامية التربوية والتعليمية كما جاء في كتب الفقه الإسلامي أنه لمّا إنتصر النبي المصطفي صلى الله عليه وسلم في غزوة بدر وظهر الإسلام، ثم أقبل الكافرون لقتال المؤمنين في معركة أحد وخرج المؤمنون إليهم وهم في نشوة نصر لم يمض عليه سنة ولمّا تخاذل المنافقون ورجعوا عن الجيش المسلم منشقين عنه. 

 

بعدما وصل إلى أحد لم يجد المسلمون في أنفسهم خوفا ولارعبا من الكافرين، ولا من قلة عددهم، فإنهم قد انتصروا من قبل رغم قلة عددهم، فهاهم اليوم يأتون مستعدين فإذا بالنبي عليه الصلاة والسلام يرتب أصحابه في أول المعركة، فيأمر بعض أصحابه بأن يصعدوا إلى جبل أحد ويأمر سبعين رجلا من أصحابه ويقول لهم لا تتركوا مكانكم مهما كانت النتيجة لاتنزلوا إلينا حتى يأتيكم الأمر مني وإن رأيتمونا هزمنا فلا تنصرونا حتى وإن رأيتمونا تتخطفنا الطير، ولما بدأ القتال ونصر الله المؤمنين في أوائل المعركة وكان الأمر كما وصفه بعض الصحابة، والله ما لبث الكافرون بين أيدينا إلا بقدر فواق ناقة وهي المدة الزمنية القصيرة بين الحلبتين، وهنا ترك الرماة مكانهم ولم يبقى إلابعض الصحابة الذين لم يتجاوز عددهم أصابع اليدين، حيث قام الكافرون بعملية التفاف. 

 

فأصبح المسلمون بين فكي كماشة فأصبح عدو من أمامهم وعدو من خلفهم، وهنا هزم المسلمون، وإنما كانت هذه الهزيمة وهذا القتل وهذه الجراح كانت تأديبا للمؤمنين وإصلاحا لنفوسهم، حتى تعلموا أن طاعتكم لله وتعبدكم لله هو سبب النصر، وأما إن خالط ذلك شيئ من حظ النفس فإن مآلكم الهزيمة وجزاؤكم كما بين الله عزوجل ذلك بقوله تعالي ” أولما أصابتكم مصيبة قد اصبتم مثليها قلتم أني هذا قل هو من عند أنفسكم إن الله علي كل شيء قدير ” حيث هزمتم وقتل منكم سبعون، أنتم الذين قصرتم في علاج أنفسكم وفي التعامل معها، وإن من رحمة الله تعالى انه إذا طرأت مشقة زائدة عن المعتاد زادت العبادة تيسيرا وتسهيلا كما قال تعالى “يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر” وكما قال تعالى ” فاتقوا الله ما استطعتم” وكما قال صلى الله عليه وسلم “إذا أمرتكم بأمر فاتوا منة ما استطعتم” 

 

ولكن التيسير يجب أن يكون مبنيا على الدليل الشرعي المعتبر لا أن ينطلق من منطلق الهوى والرغبة الجامحة في التخفيف عن الناس ولو بتتبع الرخص وأخطاء أهل العلم وزلاتهم وأقوالهم التي لادليل عليها فمن الناس من ينظر في المسألة ثم إذا وجد قولا لعالم يناسب العصر كما يزعم أفتى به ولو كان يخالف كتاب الله تعالي، أو سنة رسوله صلى الله علية وسلم وهذا منزلق خطير أبيحت به المحرمات وتركت به الواجبات وغيرت به معالم العبادات فليس معنى التيسير تطويع الشريعة لتوافق رغبات الناس ولكن التيسير المعتبر هو الذي يتمشى مع الأدلة الشرعية المعتبرة، ولقد أمر الله تعالى نبيّه المصطفي صلي الله عليه وسلم بالدعوة إلى توحيده وعبادته وحده عز وجل، ونزل جبريل عليه السلام بالوحي على النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم في غار حراء. 

 

ووقفت السيدة خديجة رضي الله عنها إلى جانب زوجها وطمأنته، وقال له ورقة بن نوفل أنه هو النبي صلى الله عليه وسلم الذي بعد نبي الله موسى عليه السلام، ولم تستقر أحوال الدعوة في مكة بسبب انتشار عبادة الأصنام والإشراك بالله لذلك كان من الصعب الدعوة إلى توحيد الله فيها بشكل مباشر في بداية الأمر، فما كان من رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا الإسرار بالدعوة، وبدأ بدعوة أهل بيته ومن رأى فيه الصدق والرغبة بمعرفة الحق، فكانت زوجته السيدة خديجة رضي الله عنها ومولاه زيد بن حارثة وعلي بن أبي طالب وأبو بكر الصديق أول من آمن بدعوته، ثم ساند أبو بكر الصديق رضي الله عنه، رسول الله صلى الله عليه وسلم في دعوته فأسلم على يديه، عثمان بن عفان، والزبير بن العوام، وعبد الرحمن بن عوف، وسعد بن أبي وقاص، وطلحة بن عبيد الله، ثم انتشر الإسلام في مكة شيئا فشيئا إلى أن جهر بالدعوة بعد ثلاث سنوات من الإسرار بها.

عندما ظهر الإسلام

عندما ظهر الإسلام

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *