الرئيسيةاخبارمع اليوم العالمي للغة العربية
اخبار

مع اليوم العالمي للغة العربية

مع اليوم العالمي للغة العربية

مع اليوم العالمي للغة العربية 

بقلم : السعيد عبدالعاطي مبارك الفايد – كاتب و باحث و تربوي مصري ٠

” إنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ” 

[ سورة الزخرف: الآية ٣ ].

 

إن الذي ملأ اللغاتِ محاسنًا جعل الجمال وسره في الضاد

– أمير الشعراء أحمد شوقي – 

أَنا البَحرُ في أَحشائِهِ الدُرُّ كامِنٌ

فَهَل سَأَلوا الغَوّاصَ عَن صَدَفاتي

( شاعر النيل : حافظ ابراهيم )

“لغتنا العربيةُ يسرٌ لا عسرٌ، ونحن نملكُها كما كان القدماءُ يملكونها، ولنا أن نُضيفَ إليها ما نحتاجُ إليه في العصر الحديث”. 

( عميد الأدب العربي د٠ طه حسين )

————-

في البداية عزيزي القارىء الكريم ٠٠

الحديث عن اللغة العربية ذو شجون و لِمَ لا و هي اللغة التي شرفها الله عز وجل بنزول القرآن بلسانها فهي لغة الضاد و اللغة الشاعرة ٠٠

وأبجديتها معلومة منذ تقسم الكلمة إلى ( اسم و فعل و حرف ) وضبط حروفها بالنحو و الصرف العربي ٠

و من ثم يحرص اليوم العالمي للغة العربية من كل عام في ذكرى ١٨ ديسمبر لإحياء مجدها ، لغة الضاد، لغة القرآن اللغة الشاعرة و لغة الحضارة و العلوم و الآداب و الفنون و الثقافة ، و التي ينطق بها ما يزيد على أكثر من 450 مليون متحدث و من ثم تجسد هويتنا و شخصيتنا العربية و الإسلامية بين الأمم قديما وحديثا ٠٠

و تعمل على التنوع الثقافي 

 

و في ظل التكنولوجيا تتناغم في تطور واسع يواكب منظومة ( التطور الرقمي والذكاء الاصطناعي ) و ذلك وقاية و ضمان لصمودها وتألقها مع كل جديد في المستقبل تحت مظلة المجامع اللغوية المختلفة و علوم اللغة العربية هكذا ٠

و لا ننس َ دور النحو و الصرف و علم اللغة و الأدب في إثراء التحدث بها و الكتابة أيضا ٠

و رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه و سلم عربي أُعطي جوامع الكلم ٠

= ويروى عن الأصمعي : 

” أربعة لم يلحنوا في جد ولا هزل، وهم: الشعبي، وعبد الملك بن مروان، والحجاج بن يوسف، وابن القِرِّيَّة ” ٠

والحجاج أفصحهم، ويُقصد بـ “لم يلحنوا” أنهم كانوا فصحاء بليغين لا يقعون في الخطأ النحوي سواء كانوا جادين أو مازحين ٠

 

كما تُعدّ اللغة العربية حصناً قوياً أصيلاً في منظومة التنوع الثقافي للبشرية. 

ولذا تم اعتماد إدارة الأمم المتحدة في ظل إطار التواصل العالمي وذلك في الاحتفال باليوم الدولي للغة الأم بالاحتفال بكل لغة من اللغات الرسمية الست للأمم المتحدة. 

و الذي اجاز الاحتفال باللغة العربية في 18 كانون الأول/ديسمبر لإنه اليوم الذي صدر فيه قرار الجمعية العامة ٠

بداية من يوم 18 كانون الأول/ديسمبر 1973 م ٠

بإدخال اللغة العربية ضمن اللغات الرسمية ولغات العمل في الأمم المتحدة.

لأنها لغة حية متطورة تستوعب المخترعات و المسميات الحديثة و تتفاعل نحو الابتكار و الشمولية ٠٠ 

 و الملاحظ قد ركزت الفعالية التي تنظمها اليونسكو، في مقرها بباريس يوم 18 كانون الأول/ ديسمبر 2025 م ٠

على دور التعليم والتكنولوجيا والإعلام والسياسات العامة في تعزيز حضور اللغة العربية وإتاحتها لمجتمعات متعددة اللغات ومحدودة الموارد، بما يتماشى تماما مع برنامج إدارة التحولات الاجتماعية لليونسكو. كما تمثل المناسبة منصة للحوار الثقافي وتعكس التزام المنظمة بالتنوع اللغوي ٠

 

* مع اللغة العربية :

————————

عدد حروف اللغة العربية هو 28 حرفاً في الأبجدية الأساسية، ولكن يرى بعض العلماء أنها 29 حرفاً إذا اعتبروا الهمزة (ء) حرفاً مستقلاً عن الألف (ا)، وهذا هو الرأي الأكثر شيوعاً حالياً، لأن لكل منهما مخرجاً صوتياً منفصلاً. 

يعتبرون أن الألف (ا) والهمزة (ء) حرف واحد (الألف اللينة).

29 حرفاً: يعتبرون الهمزة حرفاً مستقلاً بذاتها، إلى جانب الحروف الثمانية والعشرين. 

 

* الفرق بين ترتيب الحروف الهجائية و الأبجدية :

“أبجد هوز…”، يعتمد على أسماء الحروف الأصلية ويستخدم في حسابات رياضية أو سحرية (التنجيم). 

 

الهجائي (المُعجمي): 

“أ، ب، ت، ث…”، يعتمد على المخارج الصوتية للحروف كما في ( معجم العين ) للخليل بن أحمد الفراهيدي ٠

ويُستخدم في ترتيب الكلمات في المعاجم الحديثة ٠

أول من وضع النقاط لـضبط الإعراب (الفتحة، الضمة، الكسرة) هو أبو الأسود الدؤلي بأمر من الإمام علي، بينما أول من وضع نقاط الإعجام لتمييز الحروف المتشابهة (مثل الباء والتاء والثاء) هو نصر بن عاصم الليثي، ثم جاء الخليل بن أحمد الفراهيدي فطور الضبط بشكل أوسع، وتنسب هذه الجهود المشتركة للحفاظ على اللغة العربية ٠

 

أول من وضع النقاط على الحروف لتمييزها (نقط الإعجام) بأمر من الحجاج بن يوسف الثقفي هو العالم نصر بن عاصم الليثي (وأحياناً يذكر معه يحيى بن يعمر)، لتجنب اللحن في القرآن الكريم، بينما كان أبو الأسود الدؤلي أول من وضع نقاط التشكيل (الحركات) بتوجيه من الإمام علي رضي الله عنه قبل ذلك بكثير. 

و يقال أول من وضع النقاط على الحروف في اللغة العربية بأمر من الحجاج بن يوسف. 

وتوفي في البصرة. 

وقديمًا اعتقد البعض أن أبجد هوز حطي كلمن سعفص قرشت ثخذ ضظغ” ٠

أسماء ملوك قوم “مدين” وكانوا يمتازون بأنهم جبابرة، وهناك قول آخر بأنها أسماء الأيام الستة التي خلق الله فيها الدنيا في التوراة القديمة ٠

 

* قالوا عن لغتنا الجميلة :

——————————–

= عن عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، قال: 

“تَعَلَّمُوا الْعَرَبِيَّةَ فَإِنَّهَا تُثَبِّتُ الْعَقْلَ، وَتَزِيدُ فِي الْمُرُوءَةِ ” ٠

 

وَكَتَبَ إِلَى أَبِي مُوسَى الأشعري: “أَمَّا بَعْدُ فَتَفَقَّهُوا فِي السُّنَّةِ، وَتَفَقَّهُوا فِـي الْعَرَبِيَّةِ، وَأَعْرِبُـوا الْقُـرْآنَ فَإِنَّهُ عَرَبِيٌ” ٠

 

= قال الإمام الشافعي: 

“اللسان الذي اختاره الله عز وجل لسان العرب فأنزل به كتابه العزيز، وجعله لسان خاتم أنبيائه محمد، صلى الله عليه وسلم، ولهذا نقول: ينبغي لكل أحد يقدر على تعلم العربية أن يتعلمها لأنها اللسان الأولى). 

وقال أيضًا: ما جَهلَ الناسُ ولا اختلفوا إلا لتركهم لسان العرب، وميلهم إلى لسان أرسطو طاليس”.

الديانة، إذ هي أداة العلم”.

 

= قال أبو منصور الثعالبي في كتابه فقه اللغة وسر العربية: “ومن هداه الله للإسلام، وشرح صدره للإيمان، وآتاه حسن سريرة فيه اعتقد أن محمداً خير الرسل، والإسلام خير الملل، والعرب خير الأمم، والعربية خير اللغات والألسنة، والإقبال عليها وعلى تفهمها من الديانة، إذ هي أداة العلم”. 

 

ويقول ابن الأثير: 

“اللغة العربية سيدة اللغات”.

= يقول أبو الريحان البيروني الفارسي الأصل: 

“والله لأَنْ أُهْجى بالعربية، أحبُّ إليَّ من أن أُمدح بالفارسية”.

 

= قال ابن تيمية : 

“فإن اللسان العربي شعار الإسلام وأهله، واللغات من أعظم شعائر الأمم التي بها يتميزون” ٠

 

= يقول ابن القيم الجوزية: 

” لا يعرف فضل القرآن إلا لمن يعرف كلام العرب فيعرفون علم اللغة وعلم العربية وعلم البلاغة وينظرون. شعر العرب ومواعظهم” ٠

 

= قال مصطفى صادق الرافعي، رحمه الله: 

“إن هذه العربية بنيت على أصل سحري يجعل شبابها خالداً عليها فلا تهرم ولا تموت ٠٠ ” ٠

= قال وليم ورك عن جمال لغتنا الحبيبة كذلك:

 “إن للعربية لينًا ومرونةً يمكنانها من التكيف وفقاً لمقتضيات العصر”.

 

= قال الفرنسي وليم مرسيه متغزلًا: 

“العبارة العربية كالعود، إذا نقرت على أحد أوتاره رنت لديك جميع الأوتار وخفقت، ثم تحرك اللغة في أعماق النفس من وراء حدود المعنى المباشر موكبًا من العواطف والصور”.

 

و نختم ببعض أبيات من قصيدة شاعر النيل حافظ إبراهيم تحت عنوان ( اللغة العربية تنعي حظها ) حيث يقول فيها :

رَجَعتُ لِنَفسي فَاِتَّهَمتُ حَصاتي

وَنادَيتُ قَومي فَاِحتَسَبتُ حَياتي

رَمَوني بِعُقمٍ في الشَبابِ وَلَيتَني

عَقِمتُ فَلَم أَجزَع لِقَولِ عُداتي

وَلَدتُ وَلَمّا لَم أَجِد لِعَرائِسي

رِجالاً وَأَكفاءً وَأَدتُ بَناتي

وَسِعتُ كِتابَ اللَهِ لَفظاً وَغايَةً

وَما ضِقتُ عَن آيٍ بِهِ وَعِظاتِ

فَكَيفَ أَضيقُ اليَومَ عَن وَصفِ آلَةٍ

وَتَنسيقِ أَسماءٍ لِمُختَرَعاتِ

أَنا البَحرُ في أَحشائِهِ الدُرُّ كامِنٌ

فَهَل سَأَلوا الغَوّاصَ عَن صَدَفاتي

فَيا وَيحَكُم أَبلى وَتَبلى مَحاسِني

وَمِنكُم وَإِن عَزَّ الدَواءُ أَساتي

فَلا تَكِلوني لِلزَمانِ فَإِنَّني

أَخافُ عَلَيكُم أَن تَحينَ وَفاتي

أَرى لِرِجالِ الغَربِ عِزّاً وَمَنعَةً

وَكَم عَزَّ أَقوامٌ بِعِزِّ لُغاتِ

أَتَوا أَهلَهُم بِالمُعجِزاتِ تَفَنُّناً

فَيا لَيتَكُم تَأتونَ بِالكَلِماتِ

أَيُطرِبُكُم مِن جانِبِ الغَربِ ناعِبٌ

يُنادي بِوَأدي في رَبيعِ حَياتي

وَلَو تَزجُرونَ الطَيرَ يَوماً عَلِمتُمُ

بِما تَحتَهُ مِن عَثرَةٍ وَشَتاتِ

سَقى اللَهُ في بَطنِ الجَزيرَةِ أَعظُماً

يَعِزُّ عَلَيها أَن تَلينَ قَناتي

حَفِظنَ وِدادي في البِلى وَحَفِظتُهُ

لَهُنَّ بِقَلبٍ دائِمِ الحَسَراتِ

وَفاخَرتُ أَهلَ الغَربِ وَالشَرقُ مُطرِقٌ

حَياءً بِتِلكَ الأَعظُمِ النَخِراتِ

أَرى كُلَّ يَومٍ بِالجَرائِدِ مَزلَقاً

مِنَ القَبرِ يُدنيني بِغَيرِ أَناةِ

وَأَسمَعُ لِلكُتّابِ في مِصرَ ضَجَّةً

فَأَعلَمُ أَنَّ الصائِحينَ نُعاتي

أَيَهجُرُني قَومي عَفا اللَهُ عَنهُمُ

إِلى لُغَةٍ لَم تَتَّصِلِ بِرُواةِ

سَرَت لوثَةُ الإِفرِنجِ فيها كَما سَرى

لُعابُ الأَفاعي في مَسيلِ فُراتِ

فَجاءَت كَثَوبٍ ضَمَّ سَبعينَ رُقعَةً

مُشَكَّلَةَ الأَلوانِ مُختَلِفاتِ

إِلى مَعشَرِ الكُتّابِ وَالجَمعُ حافِلٌ

بَسَطتُ رَجائي بَعدَ بَسطِ شَكاتي

فَإِمّا حَياةٌ تَبعَثُ المَيتَ في البِلى

وَتُنبِتُ في تِلكَ الرُموسِ رُفاتي

وَإِمّا مَماتٌ لا قِيامَةَ بَعدَهُ

مَماتٌ لَعَمري لَم يُقَس بِمَماتِ ٠

 

و في النهاية نبارك الاحتفالية باليوم العالمي للغتنا العربية و كل من يساهم بكلمة في جمالياتها نطقا و كتابة إبداعا و علما دائما ٠

و على الله قصد السبيل ٠

مع اليوم العالمي للغة العربية

مع اليوم العالمي للغة العربية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *